Skip to content

تعامل النبي ﷺ مع زوجاته من كتاب كيف عاملهم

المعرفة:: الزواج
الحالة:: ملاحظة/مؤرشفة
المراجع:: كيف عاملهم


من كتاب كيف عاملهم - محمد صالح المنجد

تعامل النبي ﷺ مع زوجاته

  • وقد عاش رسول الله ﷺ مع زوجاته الطاهرات حياةً سعيدةً طيبةً، تمثل تطبيقاً عمليّاً دقيقاً لقوله تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) [النساء:19]، و المعروف كلمة جامعة لكل فعل و قول وخلق نبيل.
  • نحتاج أن نستعرض كيف كانت الحياة في بيت النبوة، وكيف كان رسول الله ﷺ يعامل زوجاته، وكيف كان يصبر عليهن، ويتغاضى عن بعض أخطائهن؛ فإن لنا في رسول الله ﷺ أسوة حسنة.

أخلاق وأقوال وأفعال النبي ﷺ مع زوجاته

  • كان ﷺ يحرص على مجالسة زوجاته، ومؤانستهن كل يوم: قال ابن حجر رحمه الله: “الذي كان يقع في أول النهار سلام ودعاء محض، والذي في آخره معه جلوس، واستئناس، ومحادثة”. فكان نساؤه لا يفقدنه، بل يرينه في كل يوم، فأين هذا ممن يهجر زوجته ويتركها الأيام والليالي، بل الشهور!!

  • وقد كان النبي ﷺ مع كثرة مشاغله، وعظم أعبائه، يسهر مع زوجاته ويؤنسهن، ويستمع منهن لطرائف الأخبار. ومع وسائل الاتصال الحديثة يستطيع المرء أن يبقى على اتصال مع زوجته دائما، من خلال الرسائل والاتصالات، فالاتصال، للاطمئنان على الزوجة قد لا يكلفك أكثر من دقيقة واحدة، ولكنه يعني عند الزوجة الكثير، والكثير.

  • وكان ﷺ يعطي نساءه حقهن من المعاشرة.

  • ولم تكن تمنعه العبادة ﷺ من مؤانسة زوجته، ومسامرتها، ومحادثتها.

  • و كان ﷺ إذا صحب أهله معه في السفر سامرهن وتبادل معهن أطراف الحديث.

  • وفي رواية: فجعل يمر على نسائه فيسلم على كل واحد منهن: “سلام عليكم، كيف أنتم يا أهل البيت”، فيقولون: بخير يا رسول الله، كيف وجدت أهلك؟ فيقول: “بخيرٍ …”. قال النووي: “في هذا أنه يستحب للإنسان إذا أتى منزله أن يسلم على امرأته وأهله، وهذا مما يتكبر عنه كثير من الجاهلين المترفعين. ومنها: سؤال الرجل أهله عن حالهم، فربما كانت في نفس المرأة حاجة، فتستحيي أن تبتدئ بها، فإذا سألها؛ انبسطت لذكر حاجتها”.

  • وكان ﷺ وفيا لزوجته، يحفظ لها حقها، ولا ينسى لها سابق عهدها. فحسن العهد و الوفاء من أخلاق أهل الايمان وهذا الموقف من النبي ﷺ فيه مقابلة طيبة وملاطفة جميلة وتودد محمود ووفاء نبيل لزوجته خديجه التي طالما أيدته، وخففت عنه وواسته.

  • وكان ﷺ لايجد غضاضة في التصريح بحبه لزوجته وقد قال ﷺ عن خديجه (إني قد رزقت حبها).

  • وكان يقبل زوجته ﷺ قبل خروجه من البيت.

  • وكان ﷺ يشرب من المكان الذي تشرب منه زوجته.

  • وكان ﷺ يتسوك من السواك الذي تسوكت به زوجته.

  • وربَّما نامَ ﷺ على حجر زوجته أو فخذها، بل كانَ النبيُّ يضطجعُ معها في لحافٍ واحدٍ وهيَ حائضٌ، وتوفْيَ رسولُ الله ﷺ ورأسهُ على صدرِ زوجتهِ عائشةَ رضي الله عنها.

  • وكانَ ﷺ يغتسلُ معَ زوجاتهِ منْ إناءٍ واحدٍ.

  • وكانَ ﷺ يدلّلُ زوجتهُ فيرخّمُ اسمها:

  • ومنْ حسنِ معاشرتهِ ﷺ لهمَّ أنَّهُ كانَ يصحبهنَّ معهُ إلى الولائمِ.

  • وإذا زارتهُ إحداهنَّ قامَ ﷺ معها يشيّعها حتّى ولوْ كانَ معتكفاً.

  • أبياتنا بالحبِّ نبنيها زوجاتنا قدْ نوّرتْ فيها
    بالبرِّ والتّقوى نعمّرها وبسنّةِ المختارِ نحييها
    هذا رسولُ الله قدوتنا تكفيكَ سنّته وتكفيها
    يبدي محبّتهُ لزوجتهِ وسواهُ يستعلي فيخفيها
    بدعابةٍ منهُ يضاحكها وبأجملِ الأسماء يناديها
    قبلَ الخروجِ دنا يقبّلها ذكرى لها فمهُ على فيها
    ما مدَّ يوماً كفّهُ بأذَى بل تلكَ نبعُ الخيرِ يجريها

  • ولم ينقل عنه ﷺ في يومٍ من الأيام أنه ضربَ امرأةً أو حقرها.

  • وقد أوصى ﷺ بالرفق بالنساء، فقال: (استوصوا بالنّساءِ خيراً، فإنّهنَّ خلقنَ منْ ضلعٍ، وإنَّ أعوجَ شيءٍ في الضّلعِ أعلاهُ، فإنْ ذهبتَ تقيمهُ كسرتهُ، وإنْ تركتهُ لمْ يزل أعوجَ، فاستوصوا بالنّساءِ خيراً).
    (في هذا الحديث: الحثُّ على الرّفق بالنّساءِ واحتمالهنَّ، وملاطفةُ النّساءِ والإحسانُ إليهنَّ، والصّبرُ على عوج أخلاقهنَّ، واحتمالهن). فمن الواجب على الرجل أن يصبر عليها، ويتحمل ما يصدر منها.

  • وكان النبيُّ ﷺ يكرّرُ وصيته بالنساءِ؛ لما يعلمه من حالهنَّ التي قد لا يقدرُ على تحمّلها بعضُ الرجال الذين لا يملكون أنفسهم عند الغضبِ؛ فيحمله عوجُ المرأةِ على أن يفارقها؛ فيتفرّق شمله، وتتشتّت أسرته وأهله.

  • ولذا أرشدَ النبيُّ ﷺ الأزواج في حديثٍ آخرَ إلى ما فيه صلاحُ أحوالهم مه أسرهم فقال: (لا يفركْ –أي: لا يبغض- مؤمنٌ مؤمنةٌ؛ إنْ كرهَ منها خلقاً، رضيَ منها آخرَ). (أيْ: ينبغي أنْ لا يبغضها لأنّهُ إنْ وجدَ فيها خلقاً يكره؛ وجدَ فيها خلقاً مرضيّاً، بأنْ تكون شرسة الخلق لكنّها ديّنةٌ، أوْ جميلةٌ، أوْ عفيفةٌ، أوْ رفيقةٌ بهِ، أوْ نحوُ ذلك).

  • كان ﷺ يوصي بأهل نسائه خيراً: عنْ أبي ذرٍّ الغفاري رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ الله ﷺ: (إنّكمْ ستفتحونَ مصرَ، وهيَ أرضٌ يسمّى فيها القيراطُ، فإذا افتحتموها فأحسنوا إلى أهلها؛ فإنَّ لهمْ ذمّةٌ ورحماً). أوْ قالَ: (ذمّةٌ وصهراً

  • وكان ﷺ يراعي مشاعر زوجته ويعرف هل هي راضيةٌ عليه أم ساخطةٌ، بل كان يواسي زوجته إن رآها حزينةٌ أو مريضةٌ. ومن الأمورِ التي ينبغي على الأزواجِ أن يراعوها مع زوجاتهم: ما تتعرّض له زوجاتهم من تغيّرٍ لطباعهنَّ؛ بسبب الحيضِ والنفاسِ والولادةِ، وما يحدثُ لهنَّ من تعبٍ وضيقٍ، وألمٍ.

  • وإذا مرضتْ زوجته ﷺ رقاها، ومسح بيده الحانية عليها.

  • ومن مواساته ﷺ: مسحه لدموع زوجته صفيّه بيده لمّا مرض جملها في طريق السفر. فالزوجةُ تمرُّ أحيانا بأزماتٍ، أو مشكلاتٍ، وتحتاجُ إلى تطييب خاطرها ببسمةٍ حانيةٍ، ونبرةٍ صافيةٍ، تحتاجُ إلى من يخفّفُ عنها ما هي فيه حتى تحسَّ أنها ليستْ وحدها تواجهُ هذه الأزماتِ والمشكلاتِ.

  • وقد بلغَ من رفقه بزوجاته، وحسن عشرته لهنَّ أن ترفع زوجته صوتها عليه فيحتمل ذلك منها. بل ربما راجعتهُ إحداهنَّ في الأمر، وهجرته إلى الليل، ويحتمل ذلك منها.

  • وقد بلغ من حسن معاشرةِ الرسولِ ﷺ لنسائه أنه كان يقوم بمساعدتهن في تدبير شؤون المنزل.

  • وكان ﷺ يساعد زوجته في ركوبها على الدابة.

  • كان ﷺ يهتمُّ بنظافته ورائحته الطيبة فكانَ إذا دخلَ بيته بدأ بالسواكِ، حتى لا تشتمَّ منه زوجه رائحةٌ متغيره، وكان يحرضُ على نظافة فمه، وأسنانه كلما استيقظَ من نومه.

  • وكان ﷺ يتجمّلُ لنسائه، ويرجّلُ شعره، ويهتمُّ به، وأحياناً يجعل زوجته ترجّلُ له شعره، فعنْ عائشةَ رضي الله عنها أنَّ النَّبيَّ ﷺ كانَ إذا اعتكفَ يدني إليَّ رأسهُ أرجّلهُ. وتغسل له رأسه أيضاً، قالتْ: (كنتُ أغسلُ رأسَ رسولِ الله ﷺ وأنا حائضٌ).

  • وكان ﷺ سهلاً هيّناً ليّناً في التعامل مع زوجته فإذا هويتْ شيئاً لا محذور فيه تابعها عليه.

  • وكان يقرُّ أهله على النظر إلى اللهو المباح.

  • ولم يكن ﷺ يمانع من سماع زوجته الغناءَ المباح في العيد.

  • بل إنه ﷺ حثَّ الأزواجَ على هذا الأمرِ، لأنه يستدعي الوئام ويجلبُ المسرّة إلى القلوبِ، فقال لجابر بن عبد الله لمّا تزوج: (هلّا جاريةٌ تلاعبها وتلاعبكَ، أوْ تضاحكها وتضاحككَ). وقال: (كلُّ شيءٍ ليسَ منْ ذكرِ الله عز وجل فهوَ لهوٌ، إلا أربعَ خصالٍ: مضيُ الرّجلِ بين الغرضينِ [الغرض: هو ما يقصده الرّماة بالإصابة]، وتأديبهُ فرسهُ، وملاعبةُ أهلهِ، وتعلّمُ السّباحةِ). فالملاعبةُ، والمضاحكةُ بين الزوجين تملأُ القلوبَ مسرّةً، والبيتَ محبّةً، فتقوى الرابطةُ الزوجيّةُ، وتتعمّقُ الألفةُ والمودّة، والمحبّةُ بين الزوجينِ. وكانَ عمرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه –مع شدّته وصلابته- يقول: (ينبغي للرّجلِ أنْ يكونَ في أهلهِ مثلَ الصّبيِّ، فإذا التمسَ ما عندهُ وجدَ رجلاً).

  • ولم يقتصر الأمر على المضاحكة , بل كان ﷺ يسابق زوجته في الجري.

  • و من كمال شفقته صلى الله عليه و سلم على أهله في السفر أنه كان يوصي الحاديَ أن يخفف رفقًا بهن.

  • وكان صلى الله عليه و سلم يقر المزاح بين نسائه و يبتسم لذلك، وكان ﷺ يستمع لفكاهة وطرائف زوجاته.

تربية النبي ﷺ لزوجاته

  • ومع ذلك المزاح، وتلك المداعبات، والملاطفات كان رسول الله ﷺ حريصا على تربيه نسائه؛ ليكن المثل الأعلى لغيرهن، منطلقا في ذلك من مسؤوليته عليهن وهو الزوج، وهو القائل: (إن الله سائل كل راع عما استرعاه، أحفظ ذلك أم ضيع؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته)

  • وما شاعت المنكرات في حياة كثير من الزوجات إلا بسبب تفريط الرجال في تعليمهن أمور دينهن، وتقصيرهم في توفيتهن حقوقهن.

  • وفي الحديث: إيقاظ الرجل أهله بالليل للعبادة.

  • وإذا دخل العشر الأواخر من رمضان أيقظهن للقيام والعبادة.

  • ويربيهن ﷺ على الإخلاص لله في العبادة.

  • وكان ﷺ يعلم زوجته الاستعاذة من الشرور.

  • اهتمام النبي ﷺ بتعليم زوجته، حيث أخذ بيدها، ثم أشار إلى مراده، ثم أمرها بالفعل، وبين لها السبب.

  • وكان ﷺ يعلمهن الأذكار النافعة كأذكار الصباح والمساء.

  • وكان ﷺ يرشدهن للأفضل و الأيسر في العبادة.

  • وكان ﷺ يأمر أهله بالاقتصاد في العبادة و عدم التشديد على النفس.

  • وكان ﷺ يحثهن على المداومة على الاعمال الصالحة، وإن كانت قليلة.

  • وكان ﷺ يعظ زوجاته و يحثهن على الصدقة والإنفاق في الخير.

  • وكان ﷺ يربيهن على البر و الصلة.

  • وكان ﷺ ينهي زوجاته عن الكلام بغير علم.

  • وكان ﷺ يأمر أهله بالتقوى ومكارم الأخلاق.

  • وكان ﷺ يربيهم على الرفق و الحلم والأناة.

  • وكان ﷺ يربيهن على حسن القول، وينهاهن عن الفحش في الكلام حتى مع غير المسلمين.

  • وكان النبي ﷺ يعلم زوجاته أمور العقيدة، ويربيهن على الخوف من الله تعالى، وكان يبين لهن ما يقع في الناس من المنكرات العقائدية.

  • وكان ﷺ لا يسكت عن منكر يراه في بيته، بل يسارع إلى إزالته.

  • وكان ينكر ما قد يصدر منهم من قول فيه تحقير للناس.

  • وكان ﷺ يحذر أزواجه من صغائر الذنوب فضلا عن كبائرها.

  • وكان نساء النبي ﷺ يراجعنه في بعض المسائل المشكلة.

  • وكان ﷺ يغار على نسائه.

  • ومن منهجه ﷺ إحسان الظن بهن وعدم تخوينهن.

  • وكان ﷺ حكيماً في تعامله مع غيرة نسائه، فإن غيرة المرأة على زوجها هي طبيعة من طبائع الأنوثة التي فطرتْ عليها. فكان رسولُ الله ﷺ يقابل هذه الغيرة تارةً بابتسامة، وتارة بتوجيه الين، وتارةً ؛ بعتاب إذا أمس الامر غيره.

حلول المشكلات في بيت النبي ﷺ

  • في حديث الإفك فوائد عدة في منهجه صلى الله عليه و سلم في التعامل مع زوجته منها:
  1. أسلوب التروي.
  2. تغيير المعاملة عن المعتاد.
  3. جمع الآراء والاستشارة.
  4. ثم بعد ذلك استخدم طريقة المواجهة.
  5. وبعد ظهور براءتها احتماً ما قد يصدر منها على سبيل الغضب.
  • ومن اﻷساليب التي اتّخذها النبيَّ ﷺ لحلّ بعض المشكلات، أسلوب التغاضي عن الأمر؛ وذلك لأن كثيراً من الخلافات الزوجية لا تحلّ بأسلوب الخصومة، ولا ينفعُ معها الجدل، بل قد يزيدها الجدل تعقيداً. والأسلوب الثاني الذي اتخذه النبيَّ ﷺ لحل مشكلة سؤال النفقة هو: التخيير.

  • ومن الدروس المستفادة من قصة اعتزال النبي ﷺ نساءه: أن أسلوب الهجر من أساليب معالجة المشكلات الزوجية. وهو من أبلغ العقوبات للزوجة، والهجر إما أن يكون في المضجع وهو أشد، وإما أن يكون خارج البيت.

  • المرء إذا رأى صاحبه مهموماً استحب له أن يحدثه بما يزيل همه، ويطيب نفسه.

Generated at: 2022-09-12-07-49-05


Last update : August 14, 2023
Created : August 10, 2023

Comments

Comments