التذكرة في الوعظ

المؤلف:: ابن الجوزي
الناشر:: دار المعرفة
سنة النشر:: 1986
الصفحات:: 295
الغلاف:: https://i.gr-assets.com/images/S/compressed.photo.goodreads.com/books/1515220491l/37838517._SX318_.jpg
الصيغة:: EPUB, PDF
الرابط:: https://www.goodreads.com/book/show/37838517
ISBN::
الحالة:: كتاب/مكتمل
التسميات:: كتاب/قائمة_القراءة
الغرض:: الدين
المعرفة:: التزكية,
التدريب:: ,
المؤثر:: ,
تاريخ القراءة:: 2022-07-25
معالج:: 1
تقييم الفائدة المستقبلية::


  • من سلك سَبِيل أهل السَّلامَة سلم وَمن لم يقبل مناصحة الناصحين نَدم. ص 18

  • الزّهْد فِي الدُّنْيَا وَطلب الاخرة: يَنْبَغِي للْعَبد الْمُؤمن بربه إذا نظر إلى زهرَة الدُّنْيَا، فدعته إلى نَفسهَا، برونقها البهيج، أن يَقُول لَهَا بِلِسَان الْحَال: إليك عني يَا سريعة الزَّوَال! إنما تصلحين للتشويق إلى دَار لَيْسَ لساكنها عَنْهَا انْتِقَال، أنت خزف فان، وَتلك جَوْهَر بَاقٍ فلتفرق بَين الدَّاريْنِ عقول الرِّجَال. ص 24

  • وَاعْلَمُوا أن سرُور الْمُؤمنِينَ يَوْم يعبرون القناطر، ويأمنون المعاثر، فَذَلِك يَوْم عيدهم وطالع شُعُورهمْ. وَمَا داموا فِي دَار الْغرُور فَلَا غِبْطَة وَلَا سرُور، وأي سرُور لمن الْمَوْت مَعْقُود بناصيته، والذنُوب راسخة فِي آنيته، وَالنَّفس تقوده إلى هَواهَا، وَالدُّنْيَا تتزين فِي عينه بمشتهاها، والشيطان مستبطن فقار ظَهره، لَا يفتر عَن الوسوسة فِي صَدره، وَنَفسه، وَمَاله، بعرضه الْحَوَادِث، لَا يدْرِي فِي كل نفس مَا عَلَيْهِ حَادث. وَمن وَرَائه المغير، ومساءلة مُنكر وَنَكِير، ويوسد التُّرَاب إلى يَوْم النشور، وَالْقِيَام فِي يَوْم، لَا يبلغ وصف أهواله، وَلَا شرح أحواله، مَا لَا يسع الْمُؤمن بِهِ أن يسْتَقرّ لَهُ قَرَار، وَلَا يخلد إلى هَذِه الدَّار، وَلَا يكون لَهُ هم فِي هذه الدُّنْيَا إلا التَّقَرُّب بأنواع الْقرب، وَاجْتنَاب الْفَوَاحِش والريب وإقامة الدّين الَّذِي فِي إقامته النجَاة، وَفِي تضييعه العطب. ص 34

  • إن بَين العَبْد وَبَين ربه مَسَافَة، لَا تقطع إلا بِقطع العلائق، ورفض الْعَوَائِق. وعَلى مرْآة الْقلب صدأ، لَا يجلوه إلا نِسْيَان الْخلق فِي جنب ذكر الْخَالِق. فَمن أراد أن يصل إلى ربه، فليتفرغ لمواصلة السرى. وَمن آثر جلاء مرْآة قلبه، فليتناسى ذكر الورى. كَيفَ يصل إلى الله من لَا يسير، وَهُوَ فِي قَبْضَة الْعَوَائِق أسير. الأمر كُله فِي حرفين: أحدهما الإعراض عَمَّا سوى الله، والآخر الاقبال عَلَيْهِ. فَمن لم يَنْقَطِع عَمَّا سواهُ، لم يمله الِاتِّصَال بِهِ، وَلَا الْوُصُول اليه. ص50

  • إن جهلنا الْعلم فَمَا نَحن بجهله معذورين. وإن تعلمنا وَلم نعمل بِهِ كُنَّا على ذَلِك مؤاخذين.وإن عَملنَا وعملنا وأخلصنا لم نَكُنْ بالْقَوْل واثقين. فَمَا لنا عَن التنبه لهَذَا الْخطر الْعَظِيم غافلين، فكأننا بصحائف أعمالنا عِنْد حُضُور آجالنا وَقد طويت، ثمَّ كأننا يَوْم بهَا يَوْم الْقِيَامَة وَقد نشرت، وكأننا بسوءاتنا يَوْم الْقِيَامَة وَقد كشفت، فيا خجلتنا يَوْم الْوُقُوف بَين يَدي الله، وَيَا حسرتنا على مَا فرطنا فِي جنب الله. كفى بالمسيء جَزَاء على إساءته أن يفوتهُ بَيَاض وُجُوه الْمُحْسِنِينَ، وعلو دَرَجَات المقربين. فَكيف وَقد أوجب لنَفسِهِ سوء الْحساب، وأليم الْعَذَاب والفضيحة على رُءُوس الْخَلَائق، والتوبيخ على التَّقْصِير بَين يَدي الْخَالِق. واغوثاه بِاللَّه! يفوتنا الْخَيْر ونحصل على الشَّرّ، تدركنا الْعقُوبَة وَلَا نحصل اﻷجر هَذَا وَالله هُوَ الخسران الْمُبين. ص 57

  • ذهب الزاهدون بالراحة، وَحصل العابدون على المثوبة، وَنَجَا الورعون من المناقشة، وتحضر المتقون من الْعقُوبَة، وفاز المتقربون من الْقرب، والقرب من الله نظام رغائب الطالبين، وَغَايَة مطَالب الراغبين. وَلَيْسَ للقرب من الله نِهَايَة تَنْتَهِي إليها المساعي، فطالب الْقرب على قدم الْجد فِي الدُّنْيَا ساع، لَا تَسْتَقِر بِهِ دَار، وَلَا يقر لَهُ قَرَار، كلما بلغ من الْقرب غَايَة علم بِأَن لَهُ وَرَاءَهَا عَلَيْهِ أخرى، فَهُوَ سَائِر إلى الله أبدا لَا يفتر. ص 62

  • فَلَا تتهموا الله فِي قَضَائِهِ، فَإِن قَضَاءَهُ بزمام الْحِكْمَة مزموم. وسلموا لَهُ بالانقياد لأَمره فِي حُلْو الْقَضَاء ومره، فَإِن الْمُسلم لَهُ لَيْسَ بمحروم. وَقَابَلُوا إحسانه إِلَيْكُم بدوام حَمده وشكره، وانسبوا عدله عَلَيْكُم إلى تقصيركم فِي الْقيام بِوَاجِب أمْرَهْ، فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ على الدَّوَام يُعَامل عباده بإحسانه وفضله، فَإِذا اسْتَعانُوا بإحسانه على عصيانه أدبهم بِسَوْط عدله، حَتَّى لَا يزَال الْمَخْلُوق مراقبا لخالقه، والمرزوق شَاكر لرازقه، متأدبا فِي مُعَامَلَته، مقتديا فِي السلوك إلى ربه بأوليائه وأهل طَاعَته، فَمن رزق مَا يحب فليشكر الرازق، وَمن أصابه مَا يكره فليتهم نَفسه فِي مُعَاملَة الخلاّق. ص 63 - 64

  • فَالْوَاجِب على كل قوم انْقَطَعت عَنْهُم متصلات الأرزاق أن يعودوا باللوم على أنفسهم، وَلَا يتهموا الرَّزَّاق. ويستغفروا رَبهم من ارْتِكَاب مَعْصِيَته، ويتوبوا إليه من الإصرار على مُخَالفَته، ويتحللوا غرماءهم من أهل الْمَظَالِم، ويأخذوا بالإنكار على يَد السَّفِيه والظالم، ويتصدقوا من فَاضل مَا أنْعمْ الله عَلَيْهِم على من أحوجه الله إليهم، ويقيموا دين الله كَمَا أمْر، ويحذروا تَمام نعْمَة الله فيهم فَهُوَ حق الحذر، وينكسروا بَين يَدي الله عساه يجْبر كسرهم، ويبتهلوا اليه بالاستعانة والتضرع لَعَلَّه يكْشف ضرهم وَيصْلح أمرهم. ص 64

  • الْعَذَاب مصبوب على أهل سخط الله، والسخط حَال على أهل مَعْصِيّة الله، وَالْمَعْصِيَة لَازِمَة لمن الشَّيْطَان لَهُ ملازم، وَإِنَّمَا يلازم الشَّيْطَان من غشى عَن ذكر الله، فاحذر الْغَفْلَة عَن ذكر الله، فَإِنَّهَا أصل كل بلية، وجالبة كل رزية. ص 66

  • مَا الَّذِي فاتك يَا محروم من نيل مناك، أمت قلبا كَانَ حَيا أحسن الله عزاك، فَإنَّك إن ساعدك الدمع وإلا فتباكا، إنما يحصد الزَّرْع من بذر البذور فَمَا أنت حاصد، وإنما يروج الْحور من نقد المهور فَمَا أنت ناقد، كل امريء على مَا قدم فاقدم، وَفِيمَا شيد خَالِد. فَمَا الَّذِي قدمت لنَفسك يَا جَاهِلا فِي صُورَة عَاقل، وغائبا فِي مظهر شَاهد. ص 70

  • كَيفَ يَثِق بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا من الْمنية رائضة إلى جنبه؟ كَيفَ يَرْجُو رَاحَة الدُّنْيَا من لا راحة لَهُ دون لِقَاء ربه؟ وَالله لَو كَانَت الدُّنْيَا صَافِيَة المشارب من كل شائب، ميسرَة المطالب لكل طَالب، بَاقِيَة علينا لَا يسلبها منا سالب، لَكَانَ الزّهْد فِيهَا هُوَ الْفَرْض الْوَاجِب، لأنها تشغل عَن الله، وَالنعَم إذا شغلت عَن الْمُنعم كَانَت من المصائب. ص 71

  • يَنْبَغِي للحاضر أَن يكون سَامِعًا، وللسامع أَن يكون واعيا، وللداعي أَن يكون بِمَا دَعَا عَاملا، وللعامل فِي عمله أَن يكون مخلصا، وَاعْلَم يَا ابْن آدم أَنَّك مَرِيض الْقلب من جِهَتَيْنِ: إِحْدَاهمَا مخالفتك أَمر الله، وَالْأُخْرَى عفتك عَن ذكر الله. وَلنْ تَجِد طعم الْعَافِيَة حَتَّى تكون على طَاعَة الله مُقيما وَلذكر الله مديما. فعالج مرض الْمُخَالفَة بِالتَّوْبَةِ، وَمرض الْغَفْلَة بالإنابة، وَإِلَّا فَاعْلَم عَمَّا قَلِيل أَنَّك هَالك، ومنتقل من أهلك وَمَالك إِلَى قَبْضَة ملك مَالك. ص 85

  • قَالَ الإِمَام أَحْمد رَحمَه الله: مَا اعْلَم النَّاس فِي زمَان أحْوج مِنْهُم إِلَى طلب الحَدِيث من هَذَا الزَّمَان. قيل: وَلم؟ قَالَ: ظَهرت بدع، فَمن لم عِنْده حَدِيث وَقع فِيهَا. وَقَالَ الفضيل بن عِيَاض رَحمَه الله: إِن لله تَعَالَى مَلَائِكَة يطْلبُونَ حلق الذّكر، فَانْظُر مَعَ من يكون مجلسك، فَلَا يكون مَعَ صَاحب بِدعَة، فَإِن الله لَا ينظر إِلَيْهِم؛ وعلامة النِّفَاق أَن يقوم الرجل وَيقْعد مَعَ صَاحب بِدعَة. لَو أَن المبتدع تواضع لكتاب الله وَسنة نبيه لَا أتبع مَا ابتدع، وَلكنه أعجب بِرَأْيهِ فاقتدى بِمَا اخترع، فالتواضع أصل كَبِير يتَفَرَّع مِنْهُ شَيْء كَبِير. ص 97

  • بليت بِنَفس لَا يزَال هَواهَا … يَقُود إِلَى نَار تَدور رحاها
    وَمَال النَّفس للشَّيْطَان إِلَّا مساعد … على عصمتي حَتَّى تحل عراها
    وَمن يحلل الشَّيْطَان عصمَة دينه … هوى فِي سعير لَا يُطَاق لظاها
    أخي إِن أردْت النجح والفوز بالمنى … فَخَالف من النَّفس الكنود هَواهَا
    وَلَا تتبعها فِي السلوك فَإِنَّهَا تضلل عَن نهج الْهدى بعماها
    ص 100 - 101

  • الْمعاصِي سلسلة فِي عنق العَاصِي لَا يفكه مِنْهَا إِلَّا الاسْتِغْفَار وَالتَّوْبَة. والصراط كثير الِاضْطِرَاب تَحت أَقْدَام السالكين، لَا يسكنهُ إِلَّا قَول رب سلم سلم. وَالنَّار مسعرة الضرام، لَا يُطْفِئ لهيبها إِلَّا نور الْإِيمَان. والموقف شَدِيد الْحر، لَا يكن مِنْهُ إِلَّا ظلّ الْعَرْش. والقبر مطبق الظلمَة، لَا ينوره إِلَّا مِصْبَاح الْيَقِين. وَالْجنَّة مغلقة الْأَبْوَاب فِي وُجُوه طلابها، لايفتحها إِلَّا كلمة الْإِخْلَاص. وشفاعة الرسول بغية كل مُرِيد، لَا تنَال إِلَّا بِالتَّوْحِيدِ. والشيطان جاثم على قلب الْإِنْسَان، لَا يمشي عَنهُ إِلَّا بِالذكر. ص 118

  • مَا طرق أسماع السامعين أقطع من اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تكَلمُون. ص 145

  • مجالسة الْعُقَلَاء تزيد فِي الْعقل ومجالسة الْجَاهِلين تزيد فِي الْجَهْل ومخالطة الْمَسَاكِين تذْهب الْكبر. ص 145

  • من أَرَادَ أَن يسلم لَهُ دينه ويستريح قلبه وبدنه فليعتزل النَّاس وَمن لم يعرف قدر النعم سلبها من حَيْثُ لَا يعلم وَمن عجز عَن أدب نَفسه كَانَ عَن أدب غَيره أعجز. ص 147

  • الْمُؤمن إِذا زَاد سخاؤه وَإِذا زَاد عمره زَاد اجْتِهَاده. ص 148

  • أجْمَعْ عقلاء كل أمة أَنه من لم يجر مَعَ الْقدر لم يهنأ بعيشه. ص 148

  • مُتَابعَة الْكتاب منقذة من الْعَذَاب وتعظيم الحرمات مخرج من الظُّلُمَات ورعاية الْأَدَب رفْعَة فِي الرتب. ص 152

  • نزهوا النُّفُوس وطهروا الْقُلُوب والزموا الطَّاعَة وعانقوا القناعة وأديموا الْعِبَادَة وَأَكْثرُوا الذّكر وأقلوا اللَّغْو وأنزلوا أَنفسكُم بَقِيَّة الْعُمر بِمَنْزِلَة مَرِيض بحمى أَيَّامًا قَليلَة رجا عَافِيَة الدَّهْر أَو بِمَنْزِلَة كسير يحْتَمل مشقة الرِّبَاط ليحصل لَهُ الْجَبْر. ص 225

  • اجْتهد أَن تتوب قبل أن تَمُوت، فَمَا أعْسر خلاص من لَقِي الله مصرا على ذَنبه. وإِذا لم يَتَيَسَّر لَك ترك جَمِيع الذُّنُوب فاترك الْكَبَائِر والمظالم فَإِن الصَّلَاة وَالصِّيَام والإستغفار تكفر مَا سوى ذَلِك من المأثم. ص 227

  • عبادتان مؤكدتان فِي عبَادَة الْإِسْلَام: إِحْدَاهمَا - الصَّلَاة. وَالْأُخْرَى - الصّيام. وَمن أدمن فعلهمَا غفرت لَهُ الْإِسَاءَة، وَضمن لَهُ الْإِحْسَان، وسلك فِي محجة الْإِيمَان إِلَى دَار الْإِيمَان. إِنَّمَا كَانَ الصَّوْم وَالصَّلَاة موجبين لغفران الذُّنُوب لما فيهمَا من تَطْهِير النُّفُوس وَإِصْلَاح الْقُلُوب، فالصوم يجلو عَن مرْآة الْبَاطِن وَالصَّلَاة، يجلى فِيهَا مَا هُوَ من الشَّرّ كامن. فيا خيبة المحجوبين مَاذَا فاتهم من الْمُشَاهدَة؟ لأَنهم رَضوا أَن يبيتوا وبطونهم وملأى وعيونهم، رَاقِدَة ليلهم أضغاث أَحْلَام، ونهارهم لَغْو الْكَلَام، وَكسب الحطام، فهيهات أَن يَذُوقُوا من حلاوة مُنَاجَاة الله مَا ذاق أهل الصَّلَاة. ص 229

  • وأعلم أنه كأن لم تكن شدة إذا كان بعدها فرج، وما أطيب حلاوة التوسعة إذ يشتد الحرج، لا تعرج في شدائدك على غير باب الله فما على غير باب الله مُنفْرّج، ولا تستغث بسوى العزيز الرحيم عند إحاطة الكرب العظيم، فهو المنجي من الهلاك والمنقذ من اللْجَج. ما أعز جناب من احتمى بجنابه، وما أوثق أسباب من تمسّك بأسبابه، ذاق طعم الذل من وقف على غير بابه، وتاه في أودية الضلال من استهدى بغير كتابه. ص 236

  • كيف يلهو من الموت بناصيته معقود، ثم بعد الموت ظلمات الضرائح وضيق اللحود، ومن ورائه برزخ إلى الوقت المعلوم واليوم الموعود، ثم إن نجا، فبعد كم ينجو؟ والسحق في نار الخلود، فاستعد لذلك كله استعداداً صادقًا لا زورا ولا كذباً، وذر الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبًا. ص 239

  • أيها الساكن في دار القلعة والرحيل، أيها الضاحك في مواطن البكاء والعويل، لا تركن إلى دار الغرور، فليس لعاقل إليها ركون ولا عليها تعويل، أما سمعت نعتها بالقلة في محكم التنزيل (قل متاع الدنيا قليل). من وثق بعهودها لم يجد لها عهداً، ومن علق بوعود لا تفي لها وعداً، حقها في كتاب الله الذم، فكيف توليها حمداً، بينما محبها معها في وصال إذا أولته صدّا وأردته بعدا، أمدها قصير ونكدها طويل، (قل متاع الدنيا قليل). ص 244

  • من رزقه الله الكفاف والعفاف فقد ألبسه ثوب الشرف، ومن ابتلاه بالمسألة والإلحاف فقد أوقعه في مهواة التلف. ومن جعل رزقه من كسبه وعافاه من الإسراف فقد وفقه لسيرة السلف. فاسلك سبيل من تعفف عن السؤال، وترفع عن أوساخ أيدي الرجال، وارض عن الله في جميع الأحوال، وثق بالخالق في ضمانه وصدق الوفاء في وعده، وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده. ص 246

  • ثلاثة من الخلق لا تثبت لهم يوم القيامة حجة، ولا تقبل منهم معذرة: المتحجج بالقدّر. يقال له: لم يقدِّر الله عليك إلا ما اقتضت حكمته فيك. والمدّعي الجهل بالله وبشرعه: يقال له: قد تعرّف الله إليك بنفسه يوم ميثاقه، وقد ولدت على الفطرة، وقد جاءك من الأنباء ما فيه مزدجرٌ، والمعتذر باستحواذ الشيطان وتسويل النفس، وتبرّج الدنيا: يقال له: قد أعنت على الشيطان بالذكر، فشغلت عن ذكر الرحمن حتى قيض لك الشيطان، فصَّدَّكَ عن سبيل الهدى. وأعنت على النفس بالعقل، فأبيت إلا الميل إليه معها حتى أسلمك إلى الهوى، وأتيح لك من حلال الدنيا ما فيه عن حرامها غنى، فما قنعت بذلك الغنى، فالويل لمن لا يلقنه الله حجته، ويقبل معذرته، ويعود بقوته على ضعفه، ويعامله بفضله ولطفه. اللهم فعاملنا في الدنيا والآخرة بلطفك وفضلك، واحملنا على حكم إحسانك لا على حكم عدلك. ص 256

  • أربع نصائح مستخرجة من أصول نصوص الكتاب والسنة، من عمل بها فقد سلم من سخط الله والنار وحصل على رضوان الله والجنة وهي: [التقى، والورع، والزهد، والعبادة]. وهذه الأربع نظام الدين من أقامها مُحيت عنه الشقوة، وكتبت له السعادة. فاتق الله باجتناب المحرمات تكن من التوابين. وتورع عن اقتحام الشبهات تكن من المتطهرين، ومن مات وتطهر فقد صار من أحباب الله، والله محب التوابين ومحب المتطهرين. وأما الزهد فهو: ترك ما زاد على قدر الضرورة في الدنيا، وبه تتخلص من الحساب الطويل. وأما العبادة فهي: إقبالك على خدمة المولى، وبها تحصل الثواب الجزيل، وتدخل على الملك الجليل. ص 264 - 265


Last update : August 31, 2023
Created : August 23, 2022

Comments

Comments