غيث الساري من هدايات البخاري

المؤلف:: أحمد يوسف السيد
الناشر:: تسهيل السنة
سنة النشر:: 2021
الصفحات:: 354
الغلاف:: https://i.gr-assets.com/images/S/compressed.photo.goodreads.com/books/1619038824l/57814067._SX318_.jpg
الصيغة:: PDF
الرابط:: https://www.goodreads.com/book/show/57814067
ISBN::
الحالة:: كتاب/مكتمل
التسميات:: كتاب/البناء_المنهجي
الغرض:: الدين
المعرفة:: الحديث,
التدريب:: دورة البناء المنهجي,
المؤثر:: الشيخ أحمد بن يوسف السيد,
تاريخ القراءة:: 2022-12-20
معالج:: 0
تقييم الفائدة المستقبلية::

المهام:


    • “المعلقات: هي الاثار التي لا تذكر بأسانيدها أو لا تذكر بكامل أسانيدها وإنما ينسبها إلى الشخص القائل أو إلى أحدٍ فى طبقةٍ من طبقات الإسناد”. ص 76

    • “الإمام ابن حجر -رحمه الله- تتبع كل المعلقات في صحيح البخاري وهي كثيرة جدَا وأخرجها من الكتب بأسانيدها، فهذه الآثار التي لم يذكر البخاري أسانيدها ستجد أسانيدها في كتب كثيرة متفرقة وتجد أن الإمام ابن حجر جمعها في كتاب واحد سماه تغليق التعليق”. ص 77

    • قال البخاري -رحمه الله تعالى-: كتاب الإيمان “باب الإيمان وقول النبى ﷺ بُنى الإسلام على خمس وهو قولٌ وفعلٌ ويزيد وينقص”، هذه الجملة كأنه أراد أن يقررها من كلامه ثم يستدل عليها … فالصحابة -رضوان الله تعالى عليهم- والتابعين كانوا يتفقون على أن الإيمان اعتقاد وعمل وليس فقط اعتقاد وقول. ص 77-78

    • “محور الخطأً ومنبعه في أبواب الإيمان هو القول بأن الإيمان شيءٌ واحدٌ لا يتجزأ فإما أن يأتي كله وإما أن يذهب جميعا”. ص 79

    • قال ابن مسعود رضي الله عنه: “الذكر ينبت الإيمان في القلب كما ينبت الماء الزرع”. ص 83

    • أكثر أحاديث ابن عمر ستمر علينا من طريق ثلاثة من أصحابه، الأول: ابنه سالم - من فقهاء المسلمين، ومن علماء المدينة الكبار, ومن أصحاب الفضل وكان معروفًا بالرواية والعلم والإفتاء والفضل والخير -، والثاني: نافع مولى عبد الله بن عمر - وهو من الفقهاء والعلماء ومن أبرز شيوخ الإمام مالك؛ عالم المدينة وإمام دار الهجرة - والثالث: هو عبد الله بن دينار مولى ابن عمر أيضًا. ص 86-87

    • نستفيد من حديث بني اﻹسلام أن السنة يمكن أن تأتي بأصول الإسلام. ص 88

    • زوال أركان اﻹسلام الخمسة يؤدي لزوال مسمى اﻹيمان. ص 88

    • من الحسن للداعية والمعلم أن يذكر اﻷشياء التي تعين على التصور والحفظ، وكان ﷺ يذكر العدد كثيرًا. ص 89

    • شيخ الإمام البخاري وهو عبدالله بن محمد لقبه “المسندي” فنُسِبَ إلى عمل من أعمال العلم حيث المسندي هنا نسبةً إلى المسند وعُرفَ بهذا اللقب وصار علمًا عليه نظرًا لاهتمامه بالمسانيد ورغبته عن المراسيل؛ أو لأنه أول من جمع مسند الصحابة على التراجم بما وراء النهركما ذكر الإمام القسطلاني. ص 93

    • أبو هريرة أكثر صحابي روى حديث النبي ﷺ، وله في صحيح البخاري أربعمائة وستة وأربعون حديثا، وهذا من جهة المتون المستقلة -كما قال ابن حجر - يعنى كل واحد منها حديث غير مكرر. ص 94

    • من تلاميذ أبي هريرة رضي الله عنه: أبو صالح السمان وسعيد بن المسيب، والأعرج، وهمام بن منبه، ومحمد بن سيرين.

    • اﻷرجح في حديث شعب اﻹيمان رواية بضع وستون شعبة. ص94

    • القول مشهور عند أهل العلم أن المقصود بعدد الشعب التعيين، وبذلك يمكن أن نتتبعها من النصوص الشرعية بضع وستون شعبة من خصال الإيمان، وقد قام بعض أهل العلم بتتبع خصال الإيمان في القرآن وفي السنة فاستخلصوا الأعمال التي يمكن أن توصف بأنها شعبة من شعب الإيمان، منهم الإمام البيهقي وابن حبان وغيرهما من أهل العلم، وجاء الإمام ابن حجر فلخص كلام المتقدمين في عدٌّ الخصال ووصل إلى تسعة وستين خصلة. ص 95

    • أما القول الثاني في المسألة: هو أنها على سبيل التكثير وليست على سبيل التعيين وإنما القصد أن هناك خصالًا من خصال الإيمان وشعبًا من شعب الإيمان كثيرة، لا يراد أنها بهذا العدد فقط، وانما استعمل هذا العدد للتكثير واللّه تعالى أعلم بالصواب، وإن كنت أظن والله أعلم أن القول الأول أرجح، وليس بالضرورة أن يكون القول الأرجح أفراد الأعمال، وانما قد يكون أنواعها ولا استطيع أن أجزم بشيء ولكن أظن واللّه أعلم أن القول أقوى من حيث الدلالة. ص 95

    • الأعمال الشرعية والعبادات وخصال الإيمان على مراتب وليست عند الله سبحانه وتعالى بمنزلةٍ واحدة، وليست عند الله سبحانه وتعالى بنفس المقدار، فهي متفاوتة، والفقيه حقًا هو الذي يدرك هذا التفاوت ويتشبث بالأعلى من حيث الأهمية والتعظيم القلبي ويحاول أن يضرب بسهم في كل خصال الإيمان، ولكن يرتب فى قلبه القضية بالأعلى ثم الأعلى. ص 96

    • الفائدة الثانية: هي قيمة التوحيد ومركزيته من جهة التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وأنه أعلى بكثير من الأعمال التى فيما يسمى الآن الأعمال الإنسانية؛ وان كانت جليلة وإن كانت من شعب الإيمان إلا أن النبى ﷺ ذكر الخصال وذكر الشعب فذكر أن أعلاها قول: “لا إله إلا الله” لأن هذا يحقق الغاية الكبرى التى خُلِق لأجلها الإنسان ووجد لأجلها في هذه الأرض. ص 96

    • كثرة أبواب الخير وتنوع مجالات الحسنات، والأبواب الكثيرة التى يمكن أن يتقرب بها الإنسان إلى ربه عز وجل، فما يحصر الإنسان نفسه في عمل أو عملين أو يضيق واسعا من الأعمال، يدعى الإنسان يوم القيامة من باب من أبواب الجنة؛ وهناك من يدعى من بابين، وهناك من يدعى من ثلاث؛ وهناك من يدعى من الأبواب كلها مثل أبي بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه-؛ فالإنسان إذا أدرك تعدد أبواب الشريعة وتنوع خصال الإيمان وكثرتها أعانه ذلك على أن ينوع في طريقه إلى الله ويستكثر من العبادات ما استطاع؛ وإذا لم يُفتح له في شيء فلا بأس هناك شعب كثيرة من شعب الايمان. ص 97

    • أبواب العبادات ليست متنوعة فقط فى أعدادها، وإنما هي متنوعة في تعلقها بالإنسان! فأنتم ترون الحديث الذي في صحيح مسلم أعلاها قول لا إله إلا الله فهذه عبادة متعلقة باللسان، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، وهذه عبادة متعلقة بالبدن والحياء شعبةٌ من الإيمان وهذه عبادة متعلقة بالقلب؛ فالنبي ﷺ ذكر أمثلة وكل مثال منها راجع إلى شيء في الإنسان. ص 97

    • مركزية الحياء وأهميته وأن الحياء شعبة من شعب الإيمان العظيمة؛ وبعض العلماء قال: أن النبي ﷺ ذكر الحياء هنا لأن هناك خصال من خصال الخير تنبني عليه، وكثير من شعب الإيمان لا تتحقق لولا وجود الحياء، فذُكر هنا اشارة إلى أمرٍ مهم جدًا يجب أن يقوم بقلب المؤمن. ص 98

    • والذي يتأمل في سيرة شعبة بن الحجاج؛ يبدو له أن الله سبحانه وتعالى سخره لحفظ سنة النبي ﷺ وحمايتها وتأسيس القوانين التي تعين على تثبيتها، قال صالح بن محمد الملقب بجزرة: “أول من تكلم في الرجال شعبة بن الحجاج ثم تبعه يحى بن سعيد القطان ثم تبعه يحى بن معين وأحمد بن حنبل”، وقال ابن رجب - رحمه الله تعالى- عن شعبة: “هو أول من وسّع الكلام فى الجرح والتعديل واتصال الأسانيد وانقطاعها ونقّب عن دقائق علم العلل، وأئمة هذا الشأن بعده تبعٌ له في هذا العلم، ولذلك لقبوه بأمير المؤمنين فى الحديث”؛ ويقول الإمام أحمد عن شعبة: “كان أمّة وحده فى هذا الشأن”، وعبد الله بن إدريس يقول: “كان شعبة قبَّان المحدثين”، والقبان كأنه الأمين أو الحفيظ… ومن مفاخره الكبرى أنه تتلمذ على يديه يحى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي. ومن تلاميذ يحى القطان الذين خرجهم وتعلموا منه: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين وعلى بن المدينى. وعلى بن المدينى هو شيخ البخاري؛ الذي قال فيه البخاري: “ما استصغرت نفسي أمام أحد إلا أمام على بن المدينى” ص 99-100

    • عبد الله بن عمرو -رضي الله تعالى عنهما- له في البخاري ستة وعشرون حديثا. ص 100

    • مركزية كف الأذى عن الناس وسلامة أن يسلم المسلمون من ألسنتنا وأيدينا، وهذه القضية ليست هامشية في الشريعة، وليست تكميلية؛ وإنما هي قضيةٌ مركزية والدليل أنه قيل في الحديث أن من فعلها فهو المسلم، ولا بد أن يكون هذا الشيء ليس من الأمور الهامشية أو التكميلية أو الفرعية جدَا فيه، بل هو من الأمور اللازمة التي تستلزم هذا الوصف. ص 101

    • في قضية الهجرة فالنبي ﷺ ذكر هنا “المهاجر من هجر ما نهى الله عنه” ولا شك أن ترك بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام كما كان يفعل الصحابة في هجرتهم إلى النبى ﷺ هي من هجرة ما نهى الله عنه، ولكن هنا الحديث أعم فهو لا يقتصر على الهجرة التي هي المفارقة بالبدن من بلدٍ إلى بلد، وإنما الهجرة هنا عامة. ص 101

    • أبو موسى الأشعري رضي الله عنه له في البخاري سبعةٌ وخمسون حديثا. ص 103

    • كان أصحاب رسول الله ﷺ يهتمون بسؤاله، وطبيعة الأسئلة التي تشغل الناس تعبر عن هموم المجتمعات؛ ونستطيع أن نقيس هموم المجتمعات -سواءً المجتمعات العامة أو المجتمعات خاصة المتعلقة مثلًا بطلاب العلم أو متعلقة بالدعاة- بطبيعة الأسئلة التى تشغلهم، فمن أسئلتهم تعرف همومهم، ومن أسئلتهم تعرف فقههم، ومن أسئلتهم تعرف أولوياتهم، ولذلك حين تجد أن مشاكل الأمة وقضاياها كثيرة وكبيرة جدا، ثم تجد أسئلة الناس لا تتعلق بهذه المقامات؛ ولا تتعلق بمقامات الإسلام الكبيرة وانما يتم التركيز على بعض الفروع، فهنا تدرك أن هناك خلّل في الأسئلة. ص 103

    • ولا شك أن من البر والإحسان إلى أن من علّم الإنسان أن يعينه على نشر ما قام به من الحق والصدق والعلم النافع؛ والإحسان إلى من علِّم الإنسان هو داخلٌ فى جملة الإحسان الذي يحبه الله سبحانه وتعالى. ص 105

    • فقراءة السلام على من يعرف ومن لا يعرف هذا عمل صالح يحبه الله سبحانه وتعالى من الأعمال الجليلة؛ وفيمن عرفت ومن لم تعرف معانٍ من الإحسان، ومعانٍ من سعة الصدر وسلامة القلب؛ وأن الإنسان ليس منكفتا على نفسه،؛ بل يسلم على الجميع فمن عرفته أسلم عليه؛ لم أعرفه أسلم عليه أيضا فهو أخي المسلم ولو لم يجمعنا نسب أو صداقة. ص 107

    • قتادة بن دعامة السدوسي من أهم الرواة عن أنس بن مالك، وتوفي 107 هـ، وأيضا من تلاميذ أنس رضي الله عنه: الزهري وثابت البناني وأبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي البصري وعبد العزيز بن صهيب، وكلهم بصريون عدا الزهري فهو مدني. ص 109-111

    • قال الإمام ابن رجب -رحمه الله- فى فتح الباري: “وانما يحب الرجل لأخيه ما يحب لنفسه إذا سلم من الحسد والغل والغش والحقد”. ص 112

    • هذا الحديث يعيد حساباتنا مع قضية مركزية النفس والدعوات في كثير من السياقات المعاصرة إلى أن تكون الأميّز والأحسن والأفضل إلى آخره؛ والمقصود من ناحية الفرادة المطلقة؛ وألا يُنافسني أحد في هذا المجال، وهذا الطرح حين يتمحور الإنسان على نفسه ليكون رقم واحد ولا يرضى أن يكون معه في نفس المنزلة أحد فهذا يؤدي إلى فقدان هذه الخصلة الإيمانية التي نفى الني كي الإيمان عمن لم يحققهاء فالإنسان يتمنى أن يكون الأفضل، ولكن يتمنى أن يكون معه أناس أيضًا في الصف الأول. ص 113

    • الإسلام ليس شعائر تعبدية عملية فقط، ولم يكن النبى ﷺ يركز على الشعائر التعبدية العملية فقط، وإنما كان يلفت الانتباه دائما إلى إرجاع الإنسان نفسه إلى قلبه وشعوره، إلى مراجعة أعماله الداخلية؛ محركاته وبواعثه؛ والخطاب الدعوي متى ما ترك هذه الموازنة بين الباطن والظاهر يكون قد أخل إخلالا كبيرا. ص 116

    • فإذا رأيت المرء يستدبر السنة العملية -وأقصد بالسنة عموم الشريعة حتى الأمور الواجبة- من يستدبر الهدي النبوي ويستقبل وسيلته الخاصة في التعبير عن محبة النبي ﷺ في حال كونه مستدبرا للسنة فلنعلم يقينا أن هذه المحبة كاذبة؛ وقد يكون هو مغبونٌ فيها ولا يتبين له أنه كاذبٌ فيها. ص 118

    • شيخ الإمام البخاري محمد بن المثنى، من شيوخ أصحاب الكتب الستة؛ فمحمد بن المثنى شيخٌ للإمام البخاري؛ والإمام مسلم، والإمام أبي داود، والإمام الترمذي؛ والإمام النسائي؛ والإمام ابن ماجه، وهو من تلاميذ يحيى القطان الذي هو تلميذ شعبة؛ وشيخ الإمام أحمد، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين. ص 121

    • علاقة الإنسان بالدين يجب أن يكون فيها محبة وتذوق وحلاوة وليست معرفة محضة؛ وليس هذا تزهيدًا في المعرفة العقلية؛ فهي مهمة جدا وتحتاج إلى زيادةٍ اليوم بسبب كثرة الشبهات؛ ولكن من الخطاً العظيم أن يُحصر الخطاب فى جانب الاستدلالات العقلية؛ وانما يجب أن يبين ويربط الناس بقضية أن تكون علاقتك بهذه الدين علاقة محبة وادراك لمقام الإلهية وما يستحقه الله - سبحانه وتعالى- من عباده؛ والى ممارسة التعبد عمليًا, فهي ثلاث مقامات كبرى: مقام المعرفة البرهانية المبنى على الاستدلالات العقلية والمعرفة الأولية؛ ثم العلم التفصيلي بالخالق وبشريعته وبدينه، قال تعالى: {إنَّمَا يَخشى الله مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَماءُ}. ويترتب على هذه المعرفة المقام الثالث وهو مقام العمل. ص 125

    • “أَنْ يَكُونَ اللَهُ وَرَسُولَهُ أَحَبٌ إِلَيْهِ مِمَّا سِؤَاهُمَا”, وسبيل تحقيق هذه المحبة هو العلم، والمقصود به هنا هو العلم باللّه وبرسوله؛ هذه النقطة مركزية جدّا، لا يتأتى تقديم محبة الله ورسوله على سواهما إلا بالعلم بهما، ولذلك كلما ازداد الإنسان علمًا بالله ازداد محبةٌ له، وكلما ازداد علمًا برسول الله ازداد محبةٌ له، ألا ترى أنك إذا وقفت على سيرة النبي ﷺ وكنت حديث عهد بمواقفه سواء من جهة الاستماع أو من جهة القراءة أن شعور المحبة يتحرك لديك اتجاه النبى ﷺ؟ أليس كذلك؟ أن تقراً في بعض مواقف السيرة فتقول: “صلى الله على رسول الله! يا ليتنى كنت معك في ذلك المقام!”، أليس كذلك؟ فكلما ازداد الإنسان علمًا بهذا النبى الكريم ازداد محبةٌ له. ص 128

    • كل خير تجده من لذة العبودية لله والاستسلام له والانقياد له، فللنبي ﷺ سهمٌ عظيمٌ فى هذا الخير، هو السبب الموصل، وأما الخير كله فهو من الله سبحانه وتعالى، فاللّه هو الذي أرسله وبالتالي ما كان من إحسانٍ بسبب النبي ﷺ من جهة الرسالة فهو موجبٌ لمحبة الله من باب أولى. ص 129

    • من موجبات محبة الني ﷺ بعد العلم به؛ ملاحظة إحسانه إليك؛ وهذا مقامٌ مجردٌ عن مقام العلم به؛ فالعلم به مقام، وملاحظة إحسانه إليك مقام آخر، ومن باب أولى في حق الله -سبحانه وتعالى- أن تُرزق العلم بالله؛ هذا مقام يوجب الحب له، والمقام الآخر أن تلاحظ إحسانه إليك، فهذا يوجب الحب له أيضًا ثم إذا رأيت أن كل حسنة وخير في النبي ﷺ هي من الله فهذا يوجب لك مزيدًا من محبته سبحانه وتعالى، وهاتان وسيلتان من وسائل تحصيل محبة الله ورسوله. ص 129

    • مركزية وأهمية وقيمة وشرف مَن ينصر الله ورسوله، حتى صار بغضهم من علامات النفاق! فلم يكن مجرد حبهم فيه ثواب وأنه من علامات الإيمان، بل إِنَّ بغضهم فيه عقاب وأنه دلالة على النفاق. ص 135

    • والإنسان لديه أولويات في حياته وكل ما كانت لديه أولويات كبرى فإنه يتحمل في سبيلها الآلام والمشاق، فالنبي ﷺ يخبر عن أولوية المحافظة على الدين من أن يلابس صاحبه فتنة؛ والاعتزال هو أحد أسباب النجاة منها، وبلا شك أن العزلة أمر صعب من جهة الابتعاد عن الناس وهو يأنسُ بهم وبصِعُب عليه أن يفارقهم. ص 155

    • استحباب العزلة هو في حالة التباس الحق بالباطل؛ والا فالأصل أن الأفضل للإنسان أن يخالط الناس ولو كان في مخالطته إياهم وملابسته لهم شيءٌ من الفتنة بالاصطلاح الشرعي العام، وليست الفتنة بالاصطلاح الخاص المذكور هنا في هذه الرواية. ص 156

    • وكان النبي ﷺ يحب أن يداوم الإنسان على العمل، فإذا كان التخيير بين الإكثار من العبادة وبين المداومة عليها فالأرجح المداومة وإذا كان الإنسان يعتقد من نفسه القدرة على الإكثار من بعض الأعمال، ولكن يتوقع أنه بعد مدة لن يستطيع المواظبة على هذا الحد من الإكثار فالأفضل له أن يثبت على ما يظن أنه سيداوم عليه فيما تستحب فيه المداومة. ص 160

    • والحياء من البوابات الكبرى في الأخلاق التي لها ارتباط وثيق؛ فإذا وجد الحياء جر معه أخلاقًا أخرى حسنةٌ كثيرة؛ وإذا نزع الحياء انفتحت البوابة ودخل في الأخلاق السيئة الكثيرة ولذلك من رزق الحياء فقد رزق بوابة من بوابات الخير! وهذه نقطة في غاية الأهمية، والدليل على أن الحياء إذا فقد كان بوابة للشر تدخل على الإنسان: “إِنَّ ممَا أدرك الناس من كلام النبُوَةِِ، إذا لَمْ تَسْتَح فافْعَلْ ما شئت. ص 175

    • وفي صحيح البخاري: “وما تَقَرَبَ عَبْدِي بشيء أحَبّ إلي مما افْترَضْتُ عليه”، فكل النوافل لا تقارن في الفضل بالفرائض، وهذا يعيدٌ تقييم الفرائض بالنسبة لنا، واذا كان المرء يستحضر أن هذا العمل من الفرائض ومن أفضل الأعمال، فهذا يجعل للعبادة قيمةٌ أخرى في النفس. ص 187

    • (ثَلاَثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ الْإِيمَانَ: الْإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ، وَبَذْلُ السَّلاَمِ لِلْعَالَمِ، وَالْإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ) البخاري 28. “الإنصاف من نفسك” أي: تقول الحق ولو كان على نفسك؛ “وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار” الإقتار هو الفاقة والحاجة والفقر. ص 194

    • ما يدخل الإنسان النار وما يدخل الإنسان الجنة قد يكون أهون الأشياء عليه، فليس كل فعل يستهونه الإنسان يكون عند الله هيّنا وليس كل فعل يستعظمه الإنسان يكون عند الله عظيمَا قال تعالى: (وَتَحْسَبُونَهُ هَيّنَا وَهُوَ عِندّ اللَّهِ عَظِيمٌ) وقال ﷺ: “إِنَ العَبْدَ لَيَتَكَلَمْ بالكَلِمَةٍ من رِضُوان اللَّه لا يُلْقى لها بالا يَرْفَعْهُ اللَهُ بها دَرّجات وإنَ العَبْدَ لَيتكُلَمُ بالكَلِمَةٍ من سَخَط اللَّه، لا يُلقي لها بالا يَهُوي بها في جَهَنْمَ”… فالمعيار الصحيح والحقيقى هو أن نستدل على مكانة العمل وعظمته بمكانة وعظمة الثواب الذي جاء فيه؛ ونستدل على شؤم الذنب وحجمه بمقدار الوزر الذي ورد فيه. ص 196

    • وحين تقرأ في النصوص الشرعية تجد أن للذِّكُر منزلة خاصة جدًا ولا يكاد شيء من الأعمال ينافس الذّكُر في الفضل ٠كما‏ جاء في الحديث الصحيح وَعَن عبد الله بن يسر: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ قَالَ: ” لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا بِذكر اللَّهِ) وجاء في حديثٍ آخر في صحيح مسلم: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ: جُمْدَانُ فَقَالَ: «سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ» . قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ؟ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «الذَّاكِرُونَ الله كثيرا وَالذَّاكِرَات» و(جمدان) هو جبل بين مكة والمدينة. ص 197

    • لا بد لطالب العلم أن يفهم جيدًا أن الشريعة لا تفهم بالإجتزاء ولا بفهم النص الواحد وإنما تُفْهم الشريعة بضمٌ النصوص إلى بعضها. ص 221

    • القرآن الكريم يلفت الانتباه إلى أشياء مهمة قد لا تخطر ببال الإنسان من جهة مراتب الذنوب! الآن إذا قلت لأي شخص: أعطني صورةً من صور الظلم! فسيقول -مثلًا-: التسلط على الضعفاء، ومنع الرواتب عن العمال: وغير ذلك من صور الظلم المعروفة؛ ولكن أن يكون الشرك ظلمًا عظيمًا فهذا مما أشارت له وأرشدت إليه الشريعة! وهذا من تصحيح المفاهيم وتوسيع الأفق والنظر، فلا يحصر الإنسان في قوالب جامدة في تفسير المعاني والألفاظ. وأعظم الظلم أن تجعل لله شريكًا لأنك وضعت العبادة في غير موضعها فهذا من الأمور المهمة التى تحتاج إلى تأكيد والى لفت انتباه، وخاصة في هذا الزمن. ص 223

    • أما نحن فنستند إلى مرجعية واضحة وهي الوحي الذي ثبت عندنا صحته بالبراهين والأدلة الكثيرة جدا وأصوله واضحة: أن الكون له خالق، أمر بأوامر، وهذه الأوامر عدل، وبقدر ما يلتزم الإنسان بهذه الأوامر يكون مكرمّا وبقدر ما يبتعد عنها يكون مهانا, فالقضية واضحة؛ وأصولها واضحة؛ ومرجعيتها واضحة. ص 224

    • معيار الصواب والخطأ فيما يتعلق بالمسير إلى الله سبحانه وتعالى ليس أنت الذي تحدده ولا أنا الذي أحدده، وإنما الذي يحدده هو الله سبحانه وتعالى ورسوله ﷺ، وإذا تركَ الإنسان إلى تقديراته الشخصية ليستنتج ويستنبط أي طرق أحب إلى الله سبحانه وتعالى، فكثير

    من الناس سيجيب أنه كلما أكثرت العمل ازددت قربا من الله سبحانه وتعالى؛ والنبي ﷺ يقول: ليست القضية بكثرة العمل، فكثرة العمل إذا كانت موافقة للشرع فهذا أفضل بلا شك من قلة العمل؛ ولكن ليس الإكثار دائمًا هو المعيار، وإنما المعيار هو الذي يحدده الله ويحدده رسوله. ص 235

    • معيار التفاضل ليس هو كثرة التعبد؛ وإنما موافقة السنة؛ وهناك وجوه أخرى من تفضيل وجوه التعبد على بعضها ومن أهمها ما ورد في هذا الحديث الذي هو في أمرين: أن يكون في طاقة الإنسان، والمداومة فلا بد أن يداوم عليه. ص 245

    • لماذا كانت المداومة على العمل أحب الدين إلى الله؟ لأسباب متعددة ومن أهمها أنها تدل على كمال همة وعزيمة صاحبها وقدرته على مجاهدة نفسه وعلى ضبطها وعلى مخالفة هواه، وتؤدي إلى حب العبادة والترقي في المقامات التعبدية. ص 246

    • ومن جمال اللغة العربية وبهائها وحسن بيان النبى ﷺ أنك تجد أكثر ما يمر عليك من أحاديثه ﷺ التي قيلت قبل ألف وأربعمائة عاما تفهم دون شرح أو توضيح، وإنما يحتاج الإنسان إلى استنباط الفوائد والمعاني وما إلى ذلك. ص 248

    • كلما نقص الإنسان كلما احتاج إلى المظاهر أكثر! وكلما كان الإنسان ناقصًا في شيء احتاج أكثر إلى الاستعراض والمظاهر وكأنه يقول: أنا لست ناقصًا في هذا الباب، بينما كلما ازداد علمّا وكمالًا واستغناءً في باب معين ازداد تواضعا عن أن يستعرض أو يجذب الأنظار إليه. ص 251

    • الإنسان يجب ألا يجعل نفسه تألف ما يقارب الحرام، لذلك الله سبحانه وتعالى قال: (وَلَا تَقْرَبُوا الزنَا) 235 وَلَا تَقْرَبُوا: واضح أن فيه تنبيهًا على الاقتراب، وليس فقط الوقوع المباشر فالإنسان لا بد أن يحاول أن يجعل بينه وبين الحرام مسافة؛ وهذه المسافة أقل ما فيها أنها تعطيك شيئا نفسيًا من تعظيم هذا الحرام وتهيّبه؛ بحيث أنك دائمًا بينك وبينه مسافة؛ ولو راودتك بعد ذلك نفسُك ستراودك فى هذه المسافة؛ ولن تراودك فى الحرام نفسه، أما إذا ألغيت هذه المسافة فمن السهل جدًا جدًا على النفس أن تراودك في الحرام مباشراً! فحافظ على المسافة بينك وبين الحرام حت إذا ضعفت نفسك ضعفت فى هذه المسافة فقط، ولا تلغ هذه المسافة بحيث لو ضعفت نفسك دعتك مباشرةً إلى الخطوة التالية وهى الحرام المباشر! ص 291

    • جمالية الإسلام في تسليط الضوء على جوانب من العبادة عادةٌ ما تكون على سبيل العادات عند الناس،‏ فيلفت الإسلام الانتباه إليها وإلى أنها يمكن أن عبادة! لكن غير الفائدة اﻷخروية، ما الفائدة التي تترتب على انتباهك لأمور من العادات فتعملها على أنها عبادات؟ من أهم الفوائد: استسهال العمل, والاستلذاذ به، والسعادة به. ص 300


    Last update : August 31, 2023
    Created : January 8, 2023

    Comments

    Comments