كامل الصورة

المؤلف:: أحمد يوسف السيد
الناشر:: مركز تكوين
سنة النشر:: 2015
الصفحات:: 168
الغلاف:: https://i.gr-assets.com/images/S/compressed.photo.goodreads.com/books/1536103549l/39932479._SX318_.jpg
الصيغة:: PDF
الرابط:: https://www.goodreads.com/book/show/39932479
ISBN:: 9786030176496
الحالة:: كتاب/مكتمل
التسميات:: كتاب/البناء_المنهجي
الغرض:: الدين
المعرفة:: العقيدة
التدريب:: دورة البناء المنهجي,
المؤثر:: الشيخ أحمد بن يوسف السيد,
تاريخ القراءة:: 2022-05-26
معالج:: 1
تقييم الفائدة المستقبلية::

في زمن الإنفتاح المعرفي باتت كثير من المفاهيم الشرعية الأصلية محل تهديد وتشكيك في نفوس كثير من الشباب، ولم يعد السجال حولها شأنًا خاصًا بنخبةٍ هامشيةٍ تجتمعُ في صوالين أدبيةٍ خاصةٍ ومؤتمراتٍ سنويةٍ مغمورةٍ في أزقة بيروت والقاهرة، بل أصبحت مثل هذه السجالات تدار في نطاقات اجتماعية أرحب، وارتفع الطلب الجماهيري المفاجئ على المنتجات الفكرية المختلفة، وباتت مثل هذه السجالات تلتهم جزءًا كبيرًا من مجالس الشباب اليوم، أضحى بالتالي من المهم تقديم خطاب شرعي آسر يتماس مع الثوابت الشرعية وأصول دين الإسلام بلغةٍ تناسب الذائقة الشبابية المتطلعة للسرعة والوضوح والمباشرة، وهذا الكتاب يدير حوارًا إسلاميًا راقيًا بلغة تناسب تلك الشرائح المجتمعية الواسعة، يتم من خلاله فحص كثير من المفاهيم الفكرية المتداولة على ضوء الوحي، ويكشف عن مشكلات الأطروحات الفكرية المناهضة للرؤية الشرعية

مركز تكوين


  • إن إثبات وجود الله له أمر فطري عقلي قريب لا يجهد العقل في الوصول إليه؛ إذ إنه قائم على مبدأ يجده الإنسان مركوزا في عقله بحيث لا يمكنه التخلي عنه البتة، وهو مبدأ: (الاستدلال بالأثر على المؤثر)؛ بل إن عامة الملحدين الذين يتنكرون لوجود الخالق سبحانه يطبقون هذا المبدأ في سائر أمور حياتهم وإن أنكروه في باب الألوهية. ص 14
  • وكلما كان الأمر الحادث الناشئ أكثر إتقانا وتعقيدا اشتدت الضرورة في النفس للبحث عما وراء ذلك الأمر المحدث المتقن من السبب الذي يناسب هذا الإتقان والتعقيد، فإن العقل لا يقنع - عند النظر في الأمور الحادثة - بمجرد وجود سبب وراءها؛ بل لا بد أن يكون السبب مناسبا للصفة التي نشأ عليها هذا الأمر الحادث، فإذا كانت عقولنا لا تقبل تصور قيام طفل عمره ثمانية أشهر - مثلا - بصناعة جهاز كمبيوتر وذلك بسبب التنظيم البالغ التعقيد في جهاز الكمبيوتر والذي يتطلب معرفة وخبرة وعقلا ناضجا؛ فإننا - كذلك - لا يمكن أن نقبل بأن يكون من أنشأ هذا الكون البالغ في التعقيد والخاضع لأدق القوانين جاهلا أو عاجزا، فضلا عن أن يكون الكون ناشئا بلا سبب ولا فاعل أصلا. ص 15
  • إن العقل البشري حال خلوه من المؤثرات لا يطيق الاطمئنان إلى افتراض نشوء هذا الكون بكل ما فيه نتيجة العشواء والصدفة، وإن الاعتراف بوجود خالق عظيم عليم قدير وراء كل هذا الإتقان والإحكام - الذي له ملايين الشواهد في الإنسان والحيوان والكون - أمر تدعو إليه الفطرة ويستوجبه نظر العقل وترنو إليه النفس وتطمئن، وإنما يحصل جحود ذلك بسبب كثرة الشبهات المعارضة للنظر العقلي المستقيم، وللفطرة السوية الصحيحة، مع مزيج من الهوى والكبر، الذي يدفع بالإنسان إلى الاستنكاف عن الخضوع والذل لله سبحانه، وعن مخالفة هوى النفوس ورغباتها: (إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [غافر: 56] ص 18
  • إن الله تعالى كما جعل للناس علامات وقوانين يهتدون بها إلى طرق البر والبحر والجو، ويتفاعلون معها وينطلقون على ضوئها إلى آفاق مادية عظيمة، فإنه جعل للناس علامات يهتدون بها إلى الحقائق الغائية المعرفية الكبرى التي أوجد الكون لأجلها. فإلى أين يذهب الإنسان في الأودية الموحشة بعيدا عن أنوار الوحي الذي أنزله الله لينير عقل الإنسان ويسكن روحه؟ ص 21
  • لقد تميز الإسلام على سائر الديانات الموجودة اليوم بوضوح العقيدة في (الإله) من جهة الكمالات المتعلقة به، ولذا فإن العقل لا يجد تكلفا في قبول الاعتقاد الإسلامي في الله سبحانه، بخلاف الخرافات والأساطير الموجودة في تصورات كثير من البشر تجاه الإله، وهذه القضية من أظهر القضايا في دين الإسلام، والاستدلال عليها لا يحتاج إلى كبير عناء، فالقرآن من أوله إلى آخره تمجيد وتعظيم وتنزيه لله … بينما إذا نظرت فيما جاء عن الخالق في سائر الأديان فلن تحتاج إلى كبير جهد لتدرك الفارق بين الإسلام وبين غيره؛ بل إن المقارنة بين الإسلام وغيره في هذا الباب ظالمة. ص 52-53
  • إن حقيقة التسليم ليس فيها أي تعطيل للعقل؛ بل هي مقتضى العقل ولازمه؛ فإن العقل حين يثبت صحة الرسالة المحمدية بالأدلة والبراهين، فإنه إنما يثبت أنها من عند الله عز وجل الذي له تمام العلم و كمال الحكمة، الذي لا يجوز عليه الخطأ أو النقص، ثم هو - أي: العقل - يدرك من حاله في نفس الوقت أن قدراته محدودة في الإحاطة بكل شيء علما، وهذا يقتضي أن يسلم محدود العلم والقدرة لمن هو كامل في علمه وحكمته وقدرته، بشرط أن يثبت أن ما سلم به ثابت النسبة إلى الله سبحانه. ص 60-61
  • إن الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن بلسان عربي مبين، فلا يجوز لنا أن نفسر القرآن بغير ما تقتضيه اللغة العربية الفصحى من معاني وسياقات. وأيضا؛ فإن القرآن يفسر ببعضه، فقد تجد آية مُجملة تفسرها آية مبينة، وأخرى متشابهة فسرها آية محكمة، ولذلك؛ اعتنى أهل العلم بتفسير القرآن بالقرآن. ثم؛ إن رسول الله وقد بين في سُنته كثيرا من آيات القرآن. ولذلك؛ فإن من تعابير الفهم الصحيح للقرآن أن يتم على ضوء نية مبلغه ي فكثير من الأوامر الجملة في القرآن كالأمر بالصلاة والزكاة جاء تفصيلها على لسان النبي، ولا يمكن أداؤها إلا على ما بين رسول الله. ثم إن أصحاب رسول الله كانوا أعلم الناس بلغة العرب، وعاصروا وقت التنزيل، ولازموا رسول الله، وهذا يؤهلهم إلى أن يكونوا أفهم الناس للقرآن، وهذا لا يعني أنه لم يعد هناك حاجة لتفسير القرآن وفهمه بعد الصحابة؛ فهذا كلام باطل، وإنما المقصود أن تهتم بأقوالهم وتقريراتهم في التفسير، ونجعل لها مكانتها وقيمتها، وألا نضرب بتفسيرهم عرض الحائط. ص 110-111
  • ومن أهم الأمور المعينة على فهم الإسلام فهما جيدا: الإدراك بأن مقاصد الشريعة على مراتب ودرجات من حيث الأهمية، وأن بعضها يقدم على بعض عند التزاحم، ولا يمكن تقديم المقصد الأدنى على المقصد الأعلى، فمقصد حفظ الدين - مثلا - مقدم على مقصد حفظ النفس، ولذلك شرع الجهاد في سبيل الله له وهو عمل تزهق فيه الأرواح لتحقيق المقصد الأعظم الذي هو حفظ الدين وإعلاء كلمته. ولذلك، فإن فهمنا للنصوص والمقاصد بناء على أولوية الغاية التي خلقنا لأجلها، والتي بعث الله الرسل لتحقيقها وهي عبادة الله وحده لا شريك له، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات: 56]. يضمن سلامة بوصلة الفهم عند الحديث عن الإسلام عموما وعن المقاصد خصوصا. ص 114
  • معرفة مقاصد الشريعة والفقه في تنزيلها، ومراعاة ترتيبها من جهة الأهمية عند التزاحم = من أهم ما يعين على فهم الإسلام بصورة صحيحة. واكتساب ذلك لا يكون عبر قراءة كتاب أو كتابين في علم المقاصد دون وجود بناء علمي شرعي سابق، إذ إن محل تفقه المقاصد إنما يكون بعد العلم بالنصوص وبقواعد فهمها المبثوثة في علم أصول الفقه. ص 115
  • [قال] الإمام ابن عبد البر الله، وهو من علماء المالكية، …: «الاختلاف ليس بحجة عند أحد علمته من فقهاء الأمة إلا من لا بصر له، ولا معرفة عنده، ولا حجة في قوله». بمعنى: أنه ليس للمرء حجة أن يعمل بالشيء لأنه -
    فقط - فيه اختلاف بين العلماء! إذن، ما الموقف الصحيح من هذا الاختلاف الحاصل بين العلماء؟ الجواب، هو: أن نبحث عن الأصوب والأرجح من بين الأقوال على ميزان الكتاب والسنة، وليس على ميزان اعتبار عالم من علماء المسلمين حكما - وحده - في كل اختلاف حاصل. ص 118
  • فالموقف من الاختلاف هو النظر إلى دليل كل قول، وصحة الدليل، ووجه الاستدلال به من حيث اللغة والمعاني الشرعية، ومن ثم الحكم بالصواب لما كان أقرب موافقة الدلالة الكتاب والسنة. وهذا كله في حال كان الناظر في الاختلاف يمتلك أدوات علمية يستطيع بها الموازنة بين الأقوال وأدلتها ووجوه الاستدلال بها؛ فإذا لم يكن كذلك فإن له أن يقلد من يظن أنه بتقليده يقترب من النتيجة السابقة، التي هي: الوصول إلى مراد الله ومراد رسوله، وقد قال الله تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [النحل: 43] ص 119
  • هل الاختلاف رحمة؟ روي عن النبي ﷺ، أنه يقول: «اختلاف أمتي رحمة» وهذا الأثر لا يصح عن الرسول ﷺ من جهة إسناده. وحكم المحدثون عليه بالضعف. هذا من جهة الإسناد، لكن هل هو صحيح المعنى؟ وهل الخلاف رحمة أم لا؟ إذا تأملنا أنواع الخلاف الواقع بين العلماء نجد أن بعضه رحمة وسعة وتيسير، وهو الذي يكون مع طرفي الخلاف فيه أدلة قريبة من التكافؤ؛ فيستدل كل طرف على قوله بدليل من القرآن أو من صحيح السنة، وفهمه للدليل محتمل ومقبول، ويخلو دليل كل منهما من دليل آخر معارض له راجح، ويبقى الاجتهاد في ترجيح أحد القولين بمجموعة من القرائن؛ فهنا يكون الاختلاف رحمة ويكون الأمر فيه سعة كبيرة، وليس فيه تضييق على الناس، وهذا يمثله عدد غير قليل من المسائل الفقهية المختلف فيها بين العلماء، ولا يمنع هذا أن يعرف الأصوب من الطرفين. وأما إذا كان في حالة الاختلاف قول مخالف مخالفة صريحة لنص شرعي صحيح ثابت، وليس له معارض صحيح؛ فليس هناك مساغ لمخالفة النص حينئذ، ولا يكون هناك توسعة لمن فقه النص أن يتعلل بالخلاف وسعته. ص 122-123
  • لا يمكن أن يفهم أحد الحكمة من وجود الشر قبل أن يوقن أن هذه الدنيا دار مؤقتة، وأنها دار امتحان وابتلاء ونقص، وأن الذي ينتظر رؤية الكمال المطلق فيها فإنه معارض للحكمة الإلهية التي اقتضت أن تكون الدار الآخرة هي دار الكمال، وأن تكون هي الحيوان: أي: الحياة الدائمة الباقية؛ فالإسلام يؤكد أن هذه الدنيا ليست في نظر الله شيئا. ص 136
  • كثير من الشرور التي نراها ليست شرورا محضة من كل وجه؛ بل يكون فيها جوانب خير، وكم في ثنايا ما نراه شرا من خير كبير، فقد يصاب الإنسان بمرض يكون سببا صارفا له عن شر أعظم منه، وقد يخسر الإنسان صفقة مالية ربما لو كسبها لطغي وتجبر، وقد يموت للإنسان ولد ربما لو عاش لكان وبالا عليه، وقد يكون الإنسان مستحقا للنار بعمله - وهي الكارثة الحقيقية -، فيصيبه الله بمصيبة فيصبر عليها فيجزيه على صبره بالجنة - وهي الخير الحقيقي الدائم.. فالله سبحانه وتعالى لا يخلق شرا محضا، ولا ينسب إليه الشر كما في الحديث الصحيح يقول النبي: «والشر ليس إليك» ص 139-140
  • وأخطر شيء على الأفهام استعمال المصطلحات المحملة بالأعباء التاريخية والخلافات الفكرية دون بيان يجلي حدودها ويكشف عن معاني الصواب فيها. ص 154
  • والموقف العدل من قضية الحرية يكون في التوسط بين موقفي الطائفتين المذكورتين [التي تفر من استعماله والتي تدعو للحرية المفسدة] : فيتم الجمع بين تبني لفظ الحرية ونصرته والدعوة إليه والدفاع عنه، وبين التزام حدود الله تعالى التي فرضها في كتابه وعلى لسان رسوله ؛ فتكون العبارة الصحيحة لحدود الحرية هي:”حريتي تنتهي عند حدود الله”. ص 155-156
  • والموقف العدل من العقل هو التوسط، وذلك بالجمع بين كونه مصدرا للمعرفة وبين احترام حدوده التي لا يستطيع تجاوزها. ص 160
  • من أكبر عوامل الخطأ في ما يدعى فيه التعارض مع العقل: اعتبار المرء فهمه الشخصي معيارا للعقل، فما قبله فهو العقل وما رفضها فهو نقيض العقل، وهذا غير سائغ؛ فإن عوامل استنكار الذهن متعددة، منها طبيعة التكوين، ومدى سعة المعلومات في الذهن، ورصيد الخبرة، وغير ذلك، وعليه؛ فلا ينبغي الاستعجال في دعوى مناقضة العقل فقد يكون منشأ الاستنكار راجعا إلى طبيعة تخص الشخص المستنكر ولا تعم جميع العقلاء. ص 163
  • من الخطأ الكبير إرجاع معيار النجاح والتقدم إلى الناحية المادية فقط، فإن غاية ما تحققه: الرفاه للإنسان في هذه الدنيا، وهذه الغاية ليست هي ما خلق الله الإنسان لأجلها، وإنما يعرف ذلك من تأمل في دلائل الإيمان التي ذكرناها في أول الكتاب. فهذا التقدم المادي دون تحقيق الغاية الكبرى (وهي التعبد لله تعالى واتباع أمره) لا قيمة له؛ بل هو من عوامل تكبر الإنسان وجبروته وطغيانه. ص 168

Last update : August 31, 2023
Created : August 10, 2023

Comments

Comments