العشرة الطيبة

المؤلف:: محمد حسين
الناشر:: دار الدعوة
سنة النشر:: 2003
الصفحات:: 417
الغلاف:: https://i.gr-assets.com/images/S/compressed.photo.goodreads.com/books/1376583521l/18333759.jpg
الصيغة:: PDF
الرابط:: https://www.goodreads.com/book/show/18333759
ISBN::
الحالة:: كتاب/متوقف
التسميات:: كتاب/الزواج
الغرض:: الدين
المعرفة:: الزواج,
التدريب:: ,
المؤثر:: الشيخ أحمد سالم,
تاريخ القراءة:: 2022-05-31
معالج:: 1
تقييم الفائدة المستقبلية::

توقفت عند ص 202


  • قال أحد الحكماء: الناس كالشجر. شرابه واحد وثمره مختلف. فلزم الاختيار قبل الاصطفاء. فمن رغب في اتخاذ صاحب بالجنب يكون معه دنيا وآخرة. تدور السعادة مع وفاقه وتفتقد مع خلافه. لابد أن يبحث ويعتني بأصل السجايا والطباع بجانب الصورة المنظورة. لذلك كانت من البداية وصايا الرسول ﷺ في هذا الأمر «فاظفر بذات الدين» لأن الدين يقف بأهله على الخبرات. وإن تارك الدين عدو لنفسه فكيف يُرجى منه مودّة غيره. ص 9

  • قال الحسن البصري - وكان غلامًا مع أمه خيرة مولاة أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي ﷺ - لقد كنت أنال أطول سقف في حُجرة النبي ﷺ بيدي. وقال السّهِيْلي: كانت مساكنه عليه السلام مبنيّة من جريد عليه طين، بعضها من حجارة مرضومة، وسقوفها كلها من جريد. هكذا بهذه البساطة والسهولة والصدق النبيل كانت تقام الحياة الزوجية. مثل سائر أمور حياة المسلمين الصادقين. بلا تكلفة ولا تعقيد ولا إرهاق. وما أجمل اللقاء والحياة في هذا الجو الصادق. فليست هناك عوائق مادية ولا اجتماعية ولا شرعية تعوق تدفق العواطف النبيلة والسعادة الزوجية والالتقاء السهل المعبّر عن كل شيء سهل في الحياة إذا ترك الناس التكلف المرهق بينهم في المعاملات وسبل الحياة. وقامت في المجتمع المسلم أسس وقيم للحياة كلها الصدق واليسر والبساطة. وقامت العلاقات بينهم على قواعد من نبذ التكلف والتنافس المقيت على الاقتناء للعرض الزائل لتكميل ومحاولة تجميل النفوس من خارج بمظاهر مادية بعد أن تفقد الجمال والكمال الروحي الداخلي. فلا يمكن ستر عوار النفوس بستر وطلاء البيوت وزخرفتها ولا يمكن تعويض فقد صفات النفس وكمالها بملء البيوت بالأثاث والتحف وبريق المظهر. ص 17-18

  • خطب عمرو بن حجْر إلى عوف بن محلّم الشيباني ابنته أم إياس. فقال: نعم أزوّجكها على أن أسمّي بنيها وأزوج بناتها. فقال عمرو بن حجر: أما بنونا فتنسميّهم بأسمائنا وأسماء آبائنا وعمومتنا، وأما بناتنا فننكحهن أكفاءهن من الملوك. ولكني أصدقها عقارً في كندة. وأمنحها حاجات قومها لا ترد لأحد منهم حاجة. فقبل ذلك منه أبوها وأنكحه إياها، فلما كان بناؤه بها خلت بها أمها فقالت: أي بُنيّة. إنك فارقت بيتك الذي منه خرجْت؛ وعشّكِ الذي فيه درجت. إلى رجلٍ لم تعرفيه. وقرين لم تألفيه. فكوني له أمَةّ يكن له عبدًا، واحفظي له خصالًا عشرًا تكن لك ذُخرًا: أما الأولى والثانية. فالخشوع له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة. وأما الثالثة والرابعة، فالتفقد لموضع عينه وأنفه؛ فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح. وأما الخامسة والسادسة، فالتفقد لوقت منامه وطعامه، فإن حرارة الجوع مُلهبة، وتنغيص النوم مغضبة. وأما السابعة والثامنة، فالاحتفاظ بماله، والإرعاء على حشمه وعياله، وملاك الأمر في المال حسن التدبير. وفي العيال حسن التقدير. وأما التاسعة والعاشرة. فلا تعصين له أمرًاء ولا تفشين له سرً؛ فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره وإن أفشيت سره لم تأمني غدره، ثم إياك والفرح بين يديه إذا كان مهتمًا والكآبة بين يديه إذا كان فرحًا. وكانت أم إياس هذه من أجل ما وصفت العرب. ص 25-26

  • عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «جاءت امرأة إلى النبي ﷺ فقالت: يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك. هذا الجهاد كتبه الله على الرجال. فإن يصيبوا أجرا، وإن قتلوا كانوا أحياءً عند ربهم يرزقون، ونحن معشر النساء نقوم عليهم، فما لنا من ذلك؟ قال: فقال رسول الله ﷺ: أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة الزوج واعترافًا بحقّه بعدل ذلك. وقليل منكن من تفعله» رواه البزار ورواه الطبراني ولفظه «ثم جاءته يعني النبي ﷺ امرأة فقالت: إني رسول النساء إليك وما منهن امرأة علمت أو لم تعلم إلا وهي تهوى مخرجي إليك. الله رب الرجال والنساء وإلهُهن، وأنت رسول الله إلى الرجال والنساء. كتب الله الجهاد على الرجال فإن أصابوا أجروا وإن استشهدوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون. فما يعدل ذلك من أعمالهم من الطاعة؟ قال: طاعة أزواجهن والمعرفة بحقوقهن. وقليل منكن من يفعله». فانظري هداك الله وأعانك قول وافدة النساء وهي أسماء بنت يزيد رضي الله عنها: ما من امرأة علمت أو لم تعلم إلا وهي تهوى مخرجي إليك. إنه إجماع من النساء على طلب واحد محدد: ما هو الشيء الذي تلحق به النساءٌ الرجال الذين يقاتلون في سبيل الله لأنه أمر من تكاليف الرجال دون النساء؟ وهو أمر علم من الدين أنه سنام الدين وذروته بالنسبة للرجال. وكانت إجابة النبي ﷺ محددة أيضًا واضحة: طاعة أزواجهن والمعرفة بحقوقهن. وهذا هو الأمر الذي تكرهه نفوس النساء من فروض وتكاليف الدين. تمامًا كما أخبر الله تعالى أن الجهاد المكتوب على الرجال تكرهه نفوسهم (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ) [البقرة: 216] وانظري أيضًّا رعاك الله ما هو المطلب المجمع عليه من نساء المسلمين!! الأجر والثواب والمساواة في ذلك مع الرجال لأن الله رب الرجال والنساء وإلههن. والرسول رسول الله إلى الرجال والنساء؛ ثم انظري أنار الله بصيرتك ما هو مطلب نساء المسلمين اليوم!! المساواة مع الرجال في أمور الدنيا بما يجلب للحياة الشقاء للجميع. ص 34-35

  • ما يعتقده البعض عيبًا في المرأة هو عين ما يميزها كأنثى، إن المرأة مخلوق رقيق خلقتها مشربة بالعواطف التي تندّي الحياة شديدة القيظ؛ إنها منذ حملها للإنسان وبعد ولادته ترضعه من عواطف المحبة والرحمة والشفقة وتغذي روحه بأنبل ما في الحياة من مشاعر. فكما يصح بدنه وينمو بالغذاء المادي. فإن روحه ونفسه لا تصح ولا تنضج وتكبر نفسه بدون هذا الغذاء الذي لا تملكه في الدنيا غير امرأة هي أمّه بل في طفولة هذا الإنسان وسنين مراهقته لو لم يجد في الأم وعندها ما يتعلق به ويكتفي به لتشوهت خلقته البشرية؛ بل هذا الزوج الكادح في الحياة الذي تجف عواطفه وتقسو جوانحه وتجوع غرائزه. لا يجد في العالم من يعطيه المودة والرحمة والسكن حتى يواجه الحياة كرجل. لن يجد ذلك إلا عند امرأة هي زوجته. فعواطف الرجل وغرائزه وروحه ونفسه بل وعقله لا غنى له إلا في امرأة تتمازج كلها معه في سنة بشرية وصورة شرعية فتصبح آية من آيات الله في الوجود. ص 38

  • قال أبو طالب المكي: المرأة تحتاج إلى فضل مداراة. ولطيفة من الحكمة. وطرف من المواساة وباب من الملاطفة. واتساع صدر للنفقة. وحسن خلق ولطف لفظ وهذا لا يحسنه إلا عالم حليم. ولا يقوم به إلا عارف حكيم. ولا يصلح لذلك: ضيّق القلب. بخيل الكف. سي الخلق. غليظ القلب. فظ اللفظ.ء ولو تزوج هذا عُذّب وآذى وتأذى. وأنا أقول مع القائل: إذا كانت المرأة سيئة الخلق فأسوأً منها من يحوجها إلى سوء الخلق. ص 100

  • اسمع - زادك الله فهمًا - لقول الله عز وجل: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا) [الإسراء: 53]. قال السادة العلماء: فلو كانت خصلة هي أصلح للعبد وأجمع للخير وأعظم للأجر وأعظم في القدر وأولى في الحال وأنجح في المآل من هذه الخصلة لكان الله سبحانه أمر بها عباده. ص 105

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس» رواه البزار. فكن لها سادًا للخلل وساترًا للزلل وقابلًا للعلل تخدمك وتصونك وإذا نزلت بك مؤنة تعينك وإذا مددت يدك بخير قدرته لك. ص 127

  • قال الإمام القرطبي عند تفسير قوله تعال: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) أي ولهن من حقوق الزوجية على الرجال مثل ما للرجال عليهن. قال ابن عباس رضي الله عنهما: (إني لأتزين لامرأتي كما تتزين لي. وما أحب أن أستنظف -أي آخذ كل حقي- الذي لي عليها فتستوجب حقها الذي لها علي لأن الله تعالى قال: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) أي زينة من غير مأثم. قال القرطبي: أما زينة الرجال فعلى تفاوت أحوالهم. فإنهم يعملون ذلك على وفق اللياقة والوفاق. فربما كانت زينة تليق في وقت ولا تليق في وقت. وإنما يعمل اللائق والوفاق ليكون عند امرأته في زينة تسرها ويعفها عن غيره من الرجال. قال: ثم عليه أن يتوخى أوقات حاجتها إلى الرجال فيعفها عن التطلع إلى غيره. انتهى. ص 133

  • قال أبو أمامة رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: «شر الناس الضيّق على أهله. قالوا: يا رسول الله وكيف يكون ضيقًا على أهله؟ قال: الرجل إذا دخل بيته خشعت امرأته وهرب ولده وفرّ فإذا خرج ضحكت امرأته واستأنس أهل بيته» رواه الطبراني. فلا تنس يا صاحبي أنهن يكرهن التكشير. ص 137

  • روى أحمد أيضًّا أن النبي ﷺ قال: «كل شيء يلهو به ابن آدم فهو باطل، إلا ثلاثًا: رميه عن قوسه، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله، فإنهن من الحق» وجاء في الحديث الطويل عن صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام عن أي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي ﷺ: «وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبًا على عقله ألا يكون ظاعنًا إلا في ثلاث: تزود لمعاد، أو مرمّة لمعاش، أو لذة في غير محرم» رواه ابن حبان في صحيحه، نعم يا أخي فإن ترويح النفس وإيناسها بالمجالسة للزوجة والنظر والمداعبة. إراحة للقلب وتقوية له على العبادة. وتنشيط للذهن والبدن لاستعادة القوى للعمل الجديد. فإن النفس ملول. فإذا روحت باللذات بعض الأوقات نشطت وقويت. والاستئناس بالزوجة يوفر كل ذلك. فكما يحتاج الجسم إلى النوم للراحة. وإلى الطعام للقوة. فإن النفس تحتاج إلى الاسترواح واللذة المشروعة من لدن حكيم عليم. ص 137

  • أخي: أختم معك هذا الفصل ببعض آداب المعاشر. منها ألا تتدخل معها في بعض ما يعنيها مثل شؤونها في التزين وشؤون الخدمة في البيت. واترك لها مجالًا تشعر فيه أن لها دورها وشخصيتها وحريتها ومنها ألا تكثر الاعتراض على آرائها ورغباتها وطلباتها وحاول ألا تكسر بخاطرها وتلطف معها عند الضرورة إذا لزم الأمر في الاعتراض. ومنها سقوط التكلف مع الاحتشام اللائق لدوام الصحبة، ومنها سلامة الصدر وإزالة ما به حتى لا يتراكم فيؤذي فجأة. ومنها ألا تلزمها بما تكره طالما هناك متسع في الأمر. ومنها ألا تكثر مساءلتها من أين وإلى أين. إلا ما كان يخرج بها عن حد العرف والشرع. ومنها ألا تكلفها ما يشق عليها. ومنها ألا تشعرها أنك مرتفع عليها أو أنها دونك سواء من الناحية الاجتماعية والثقافية أو التعليمية .. وغير ذلك. وأخيرًا قالوا: اجعل عملك ملحا وأدبك دقيقًا. ويربدون من ذلك أن الإكثار في الأدب مع العمل القليل خير من العمل الكثير الخالي من الأدب. ص 153

  • أوصى عبد الله بن جعفر بن أي طالب رضي الله عنهم أحد بنيه فقال: إياك وكثرة الغضب فإنه يوَرْث البغضاء. ص 161

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه «أن رجلا قال للنبي ﷺ: أوصني قال: لا تغضب فردد مررًا قال: لا تغضب» رواه البخاري. وعن رجل من أصحاب النبي صلى
    الله عليه وسلم قال: «قال رجل: يا رسول الله أوصني قال: لا تغضب. قال: ففكرت حين قال رسول الله ﷺ ما قال. فإذا الغضب يجمع الشر كله» رواه أحمد. وعن ابن عمر رضي الله عنهما «أنه سأل النبي ﷺ: ما يباعدني من غضب الله عز وجل؟ قال: لا تغضب» رواه أحمد وابن حبان في صحيحه. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: «قال رجل لرسول الله ﷺ دلني على عمل يُدخلني الجنة؛ قال رسول الله ﷺ: لا تغضب ولك الجنة» رواه الطبراني بإسنادين أحدهما صحيح. هكذا يا أخي الزوج: الغضب نار يغلي منه دم القلب لا تُحمد عواقبه. لذلك فهو يجمع خصال الشر كلها، فمن ملك نفسه عند الغضب نجا من الشر ومن غضب الله عز وجل وما أكثر حرص هذا الصحابي وهو يّصر على استخراج الوصية النافعة من علم النبي ﷺ فلا يجد إلا النصيحة المتكررة: لا تغضب. فهلا أخذت بتلك النصيحة لتغنم خيري الدنيا والآخرة. فتبتعد عن غضب الجبار, وتنعم مع أهلك في هذه الدار. ص 180-181


Last update : August 31, 2023
Created : August 23, 2022

Comments

Comments