Skip to content

الدورة التأهيلية للحياة الزوجية

معالج:: 1
الحالة:: كتاب/مكتمل
التسميات:: كتاب/الزواج
الرابط:: https://www.goodreads.com/book/show/10680181
الصفحات:: 280
الصيغة:: PDF, EPUB
الغرض:: الدين, الفكر، الحياة
الغلاف:: https://images-na.ssl-images-amazon.com/images/S/compressed.photo.goodreads.com/books/1299278597i/10680181.jpg
المؤلف:: محمد خير الشعال
الناشر:: دار الفكر
تاريخ القراءة:: 2022-08-31
قرأته سابقا في 2021-07-24
سنة النشر:: 2010
المعرفة:: الزواج

دورة حقيقة تبصّر الشباب ذكوراً وإناثاً بطبيعة الحياة الزوجية، وتَقِفُهم على أسباب نجاحها واستمرارها وسعادتها ودواعي إخفاقاتها.. و يضع أيديهم كذلك على النقاط المهمة الدقيقة في العلاقات الزوجية، ويبحث في طبيعة المشكلات الناجمة عادة. وأصل الكتاب محاضرات بدأها المؤلف من خطوات الخطبة الأولى، وتدرج بها حتى استقرار الحياة الزوجية. ومن خلال ذلك قدّم نصائح قيّمة للزوجين ، من أجل أن تكون الأسرة قلعة صامدة في وجه العواصف الهوجاء.


  • يروى عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه - وكان مِن دهاة العرب - أنه قال: «ما غلبني أحدٌ برأيه إلا فتىً من قريش، استَشَرْتُه في خطبة فتاة حسناء، فقال لي: لا تصلُحُ لك، إني رأيتُ رجلاً يقبِّلها»، وبعد حين دُعي المغيرة إلى وليمة عرس هذا الفتى على تلك الفتاة، فقال له: كيف تقول لي ما قلت وأنت اليوم تتزوَّجُها؟ قال: نعم، لقد رأيتُ أباها يقبِّلها. ص 25

دوافع الزواج

  • على كلّ شابٍّ مُقدِم على الزواج أن يَعرف دوافع زوجته التي دفَعَتها إلى الزواج، حتى يُشبِعها لها؛ لأنَّ الزوجة إذا لم تَنَل مقصودَها من الزواج فستصطَنع المشكلات بشكلٍ إراديٍّ أو غير إراديٍّ، ويؤول أمرُ الأسرة إلى الطلاق أو عدم الوفاق. وكذلك ينبغي على الفتاة القادمة نحو الزواج أن تعرِف لماذا يريد زوجها الزواج؟ ولماذا أراد أن يقترن بها؟ لماذا أقبل نحوها بالذات؟ ما الذي دفَعَه؟ لأنَّ مِن واجباتها أنْ تُشبع له دوافعه، وإلا فسيصطنع المشكلات بشكلٍ إراديٍّ أو غير إراديّ، ليؤدّي ذلك إلى خللٍ كبير في الأسرة. ص 29

  • يذهب بعض الشباب والفتيات نحو الزواج لدوافع غير صحيحة، يتوقَّعون توقُّعات أكبر من الحقيقة، فأقول لهم: لتكن توقُّعاتكم معتدلة، صحيحة، مقبولة؛ لأنها إن كانت على غير ذلك فسيفاجئكم الواقع بعد الزواج. ص 29

الحياة مبنيّة على الاختلاف

والحقُّ أنَّ الحياة مبنيّة على الاختلاف، وهو سُنّة الله تعالى في هذا الكون، ويستحيل أن يتطابق زوجان بنسبة مئة بالمئة في الأفكار، والميول، والعواطف، والآراء، ومخطَّطات المستقبل… فإن كان شرْعُ الله عز وجل حاكماً بين الزوجين في توافقهما واختلافهما سَلِمت مسيرة البيت، أما إذا حكَمَت الأهواء والشهوات، فسيُكسر هذا القيد الذي يمسِك بالأسرة. ص 31

خطر المزاح بكلام غير طيب

  • يخطئ بعض الرجال في تعامله مع زوجته، حين يُسمعها كلمات تُشعِرها بثقلها عليه في بيته، ثم يعتذر بأنه كان يمازحها، إن هذه الكلمات مع تكرارها تجعل في قلب المرأة شيئاً يؤرِّقها، وربما انتهى الأمر بما لا يُحمَد. ولعل امرأة تخطئ في حق زوجها في حال خصام، وتُسمِعه كلمات تُشعِره بتضجُّرها منه وسَخَطِها على الحياة معه، إنَّ ذلك يزرع بذور التنافر بينهما. ص 44

الزواج مسؤولية

  • وتتحدَّد مسؤولية الرجل بأمرين اثنين، ومسؤولية المرأة باثنين مثلِهما، أشار إليها قول الله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} [النساء: 34]. فمسؤولية الرجل القوامة أي الإدارة والرعاية. والنفقة. ومسؤولية المرأة طاعة الزوج. وحِفظُ البيت والأولاد في حضور الزوج وغيبته. ص 52

الزواج قبولٌ للاختلاف

  • وإنه من الظلم الاجتماعي ألاَّ يتأهَّل الشباب والفتيات للزواج تأهيلاً نفسياً صحيحاً، وأشدّ منه أن يتأهّلوا تأهيلاً سلبياً، حين تَملأُ أذهانهم وتَشحَن عواطفَهم ومشاعرَهم كلماتُ الحب والعشق والغرام، يتلقَّونها من الأفلام والمسلسلات والأغاني، فيذهبون نحو الزواج دون استعداد للتضحيةِ ولا لقبولِ الاختلاف، ولا لتحمُّلِ المسؤولية، بل بحثاً عن هذا الذي مُلِئَت به عقولُهم وقلوبهم، فربما وجدوه، وربما افتقدوه، عندها ستُصاب حياتهم الزوجية بمقتَل ولا ريب. ص 56

الزواج عبادة

  • فكلُّ ما يتحمَّله الشاب من متاعب في سبيل الزواج له به أجرٌ، وقد قيل: الأجرُ على قدر المشَقَّة. ص 58

المتزوِّج مُعَان

  • قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ: الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ». المتزوج مُعان من الله سبحانه وتعالى، يعينه مادياً ومعنوياً ونفسياً وإيمانياً وأخلاقياً. ص 58

لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ

  • خذ بيدها واذهبا معاً إلى مجلس علم فإن مجالس العلم رحمة لأهلها، وهي جِنانُ الأرضِ قبل جِنان السماء. ص 67

صلاح الزوجة

  • المرأة الصالحة تحمي ظهر زوجها، وترعى ذمَّته، قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «…فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ». وقال أيضاً: «الدُّنْيَا كُلُّهَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعهَا المرْأةُ الصَّالحةُ». خير متاع الدنيا: خيرٌ مِن عَمَلِكَ، وخيرٌ من شهادتك الجامعية، وخيرٌ من مؤسَّستك، وخيرٌ من شركتك، وخيرٌ من مالك… والمرأة الصالحة خيرٌ من ذلك كلّه. وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضاً: «مَا اسْتَفَادَ الْمُؤْمِنُ بَعْدَ تَقْوَى اللَّهِ خَيْرًا لَهُ مِنْ زَوْجَةٍ صَالِحَةٍ، إِنْ أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ، وَإِنْ نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ، وَإِنْ أَقْسَمَ عَلَيْهَا أَبَرَّتْهُ، وَإِنْ غَابَ عَنْهَا نَصَحَتْهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهِ». ص 70

طاعة الزوجة زوجها

  • والعَجَب أنّ بعض الناس عندما يتحدثون عن طاعة الطالبة لمدرِّسها في أمور الدراسة، وطاعة الموظفة لمدير المؤسسة في أمور العمل، وطاعة الأستاذة الجامعية لعميد الكلية في أمور التعليم، وطاعة الطبيبة لمدير المشفى في المسائل الطبية…، أقول: عندما يتحدَّثون عن طاعة المرأة للرجل في هذه المسائل لا يجدون فيها بخساً لحقِّ المرأة ولا تهاوناً فيه، بل على العكس من ذلك، يرون في طاعتها له كمالاً، وفهماً، وحكمة، لكنَّهم إذا وصلوا إلى الحديث عن طاعة المرأة لزوجها تغيرت آراؤهم، وتبدَّلت مواقفهم، وعدّوا طاعتها له بالمعروف نقصاً وعيباً وتخلُّفاً. الصواب أن طاعة المرأة لزوجها بالمعروف دليل على كياسة وفهم، ومؤشر إلى سلامة مركب الزواج. ص 77

حكمة في ألا تكون الزوجة قريبة قرابةً شديدة

  • ثم إنَّ أحد فوائد الزواج زيادة الترابط بين أفراد المجتمع، فإذا تزوجت العائلة بعضها من بعض بقيت الصِّلات مع باقي المجتمع ضعيفة، أما عندما تتزوج من عائلات أخرى تتَّسع دائرة الترابط الاجتماعي. ص 84

الحب الصادق

  • الحب الصادق هو ما أراده الله تعالى بقوله: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 30]. ففي هذه الآية أربع ملاحظات: 1- ترتيب الكلمات في الآية: فهي تذكر أولاً الزواج الذي شُرع للسّكن النفسي والمادي والتحابّ والتراحم، وهذا الود يأتي بعد الزواج؛ لأن الآية تقول: {خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} - ثم بعد ذلك - {وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}. صحيح أنّ الواو في اللغة العربية لا تفيد الترتيب، ولكنها تُشعِر به. 2- في قوله تعالى: {وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} تصريح بأن هذه المودة والرحمة جعليَّتان، بمعنى أن الله تعالى يجعلهما ويخلقهما في قَلْبَي الزوجين بعد العقد. 3- ثم إن الله تعالى قال: {مَوَدَّةً} ولم يقل: حباً؛ لأن بين المودة والحب فارقاً، فالحبّ حالةٌ عاطفية قلبية، والمودة حالة سلوكية وهكذا، فإن المودة سلوكٌ نابعٌ عن حبٍّ قلبيٍّ، وهي أكمل من مجرد الحبّ، لذلك قال الله تعالى: {وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}. 4- في قول الله تعالى: {وَرَحْمَةً} بيان بليغ يستوعب شرائح الناس وأحوالهم، فربما تزوج رجل بامرأة ولم تلقَ عنده مودة، أو انقطعت المودة بينهما لسبب من الأسباب، فتجده يعتني بها رحمةً لها، وتقديراً لجهدها وعنائها وتحمُّلها مشاقَّ البيت والأولاد، وربما حدث ذلك مع المرأة، لهذا كانت المودة والرحمة أغلى بكثير من عواطف الحب منفردة. ص 86-88

المسلم لا يبدأ حياته بالشبهات

  • والمسلم لا يبدأ حياته بالشبهات. وعندما يضع الشرع هذه الضوابط، يضعها لئلاَّ يقع الناس في أخطاء يندمون عليها فيما بعد. ص 103

  • ومن صبر أكثر من عشرين سنة حتى هيّأ الله له أسباب الزواج، يستطيع أن يصبر بضعة أشهر ليبقى على انضباطه والتزامه بالشرع. ص 104

يسنُّ إخفاء الخطبة وإظهار النكاح

  • يسنُّ إخفاء الخطبة، وإظهار النكاح لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أظهروا النكاح وأخفوا الخطبة» [حديث ضعيف]. فإن أراد الأب أن يعقِد عقدَ زواج ابنته، أخبر الأقارب والأرحام، ودعا العائلة كلَّها إلى الفرح بهذا العقد؛ لأن هذا العقد هو عقد نكاح وزواج، أما الخطبة فالمسنون إخفاؤها. وعلى هذا فحفل الخطبة ليس مستحَبَّاً، وذلك حفاظاً على سمعة البنت؛ لاحتمال العدول عن الخطبة. ص 106

لا تبدأ حياتك بمعصية

  • وأعيذك -أيها الشاب- أن تبدأ حياتك بمعصية، بأن تجعل عقدك في أماكن لا ترضي الله تعالى، وتجلب المغنِّين والراقصات وآلات اللهو والخمور، وتجعل حياتك الزوجية تبدأ بالفجور. ص 123

قصة الشعبي مع زوجته زينب

  • عن الشَّعبي قال: «لقيَني شُرَيح (القاضي)، فقال لي: يا شَعبي، عليك بنساء بني تميم، فإني رأيتُ لهنّ عقولاً، فقلتُ: وما رأيتَ من عقولهنّ، قال: أقبلتُ من جنازة ظهراً، فمررتُ بدورهنّ، وإذا أنا بعجوز على باب دار، وإلى جانبها جارية كأحسن ما رأيت من الجواري، فعدَلت إليها واستسقيت، وما بي عطش، فقالت لي: أيُّ الشراب أحبُّ إليك؟ قلتُ: ما تيسَّر، قالت: ويحكِ يا جارية، ائتيه بلبن، فإني أظنُّ الرجل غريباً، فقلتُ للعجوز: ومن تكون هذه الجارية منك؟ قالت: هي زينب بنت جرير إحدى نساء بني حنظلة، قلتُ: هي فارغة أم مشغولة؟ قالت: بل فارغة، قلتُ: أتزوجينيها؟ قالت: إن كنتَ كفؤاً. فتركتُها ومضيتُ إلى منزلي لأقيل فيه، فامتَنَعَتْ مني القائلة، فلما صليتُ الظهر أخذتُ بيد إخواني من العرب الأشراف (علقمة، والأسود، والمسيب) ومضيتُ أريد عمَّها، فاستقبَلَنا وقال: ما شأنك أبا أمية؟ قلتُ: زينب ابنة أخيك، قال: ما بها عنك رغبة، فزوَّجَنيها. فلمَّا صارت في حبالي ندمتُ وقلتُ: أيُّ شيء صنعتُ بنساء بني تميم، وذَكَرتُ غلظ قلوبهنّ، فقلت: أطلِّقها، ثم قلت: لا، ولكن أدخل بها، فإن رأيتُ ما أُحبّ وإلا كان ذلك. فلو شهدتَني - يا شَعبيّ - وقد أقبلَتْ نساؤها يُهدِينها حتى أُدخِلَت عليّ، فقلتُ: إن من السنَّة إذا دَخَلَت المرأة على زوجها أن يقوم ويصلي ركعتين، ويسأل الله تعالى من خيرها ويتعوذ من شرها، فتوضأتُ فإذا هي تتوضأ بوضوئي، وصليتُ فإذا هي تصلي بصلاتي. فلما قضيتُ صلاتي أتتني جواريها، فأخذنَ ثيابي، وألبسنَني ملحفة قد صُبغت بالزعفران، فلما خلا البيت دنوتُ منها، فمددتُ يدي إلى ناصيتها، فقالت: على رِسلك أبا أمية، ثم قالت: الحمد لله أحمدُه، وأستعينُه، وأصلي على محمد وآله، أما بعد: فإني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك، فبيِّن لي ما تحب فآتيه، وما تكره فأجتنبه، فإنه قد كان لك مَنكَح في قومك، ولي في قومي مثل ذلك، ولكن إذا قضى الله أمراً كان مفعولاً، وقد ملَكتَ، فاصنع ما أمرك الله تعالى به: إما إمساك بمعروف، أو تسريح بإحسان. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولك ولجميع المسلمين. قال: فأحوجَتْني -والله يا شَعبي- إلى الخطبة في ذلك الموضع،فقلت: الحمد لله أحمده، وأستعينه، وأصلي على محمد وآله، أما بعد: فإنكِ قلتِ كلاماً إن ثبتِّ عليه يكن ذلك حظاً لي، وإن تدَّعيه يكن حجة عليكِ. أُحبُّ كذا، وأكره كذا، وما رأيتِ من حسنة فابثُثِيها، وما رأيتِ من سيئة فاستريها. قالت: كيف محبَّتك لزيارة الأهل؟ قلتُ: ما أحبُّ أن يملَّني أصهاري. قالت: فمَن تحب من جيرانك يدخل دارك آذن له، ومن تكرهه أكرهه؟ قلت: بنو فلان قوم صالحون، وبنو فلان قوم سوء. قال: فبتُّ معها -يا شَعبيّ- بأنعم ليلة، ومكثَتْ معي حولاً لا أرى منها إلا ما أحبّ، فلما كان رأس الحول جئتُ من مجلس القضاء، وإذا أنا بعجوز في الدار تأمر وتنهى!! قلت: من هذه؟ قالوا: فلانة أمُّ حليلتك. قلتُ: مرحباً وأهلاً وسهلاً. فلما جلستُ أقبَلَت العجوز فقالت: السلام عليك يا أبا أمية. قلت: وعليكِ السلام ومرحباً بك وأهلاً. قالت: كيف رأيتَ زوجتك؟ قلتُ: خير زوجة، وأوفق قرينة، لقد أدَّبتِ فأحسنتِ الأدب، وريَّضتِ فأحسنتِ الرياضة، فجزاكِ الله خيراً. قالت: كيف تحب أن يزورك أصهارك؟ قلتُ: ما شاؤوا. فكانت تأتيني في رأس كل حول، فمكثَتْ معي -يا شعبي- عشرين سنة، لم أَعِب عليها شيئاً، وكان لي جارٌ من (كِندة) يقرّع امرأته ويضربها، فقلت في ذلك:

رأيتُ رجالاً يضربون نساءهم … فشُلَّت يميني يوم تُضرَب زينبُ
أأضربها من غير ذنبٍ أتت به … فما العدل مني ضربُ من ليس يذنبُ
فزينبُ شمسٌ والنساء كواكب … إذا طلَعَت لم يَبدُ منهنّ كوكب» ص 129 - 132

من سنن الزواج

  • يُسَنُّ لمن دخل إلى زوجته أن يدعو بهذا الدعاء: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذا أفادَ أحَدُكُمُ امْرَأَةً فليأخُذْ بناصِيَتِهَا وليُسَمِّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ، ولْيَدَعُ بالبَرَكَةِ ولْيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أسْألُكَ خَيْرَها وَخَيْرَ مَا جُبِلَتْ عَلَيْهِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا جُبِلَتْ عَلَيْهِ». واستحبَّ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه صلاة ركعتين؛ إذ قال لرجل أراد أن يتزوج: «إذا أتتكَ زوجتك فأمُرْهَا أن تُصَليَ وراءَكَ ركعتين، ثم قل: اللَهُمَّ بَارِكْ لي في أهلي، وبَارِكْ لهم فِيَّ، اللهُمَّ اجْمَعَ بَيْنَنَا مَا جَمَعْتَ بِخَيْرٍ». ص 138

  • يُسَنُّ للزوج أن يتزيَّن لزوجته، وأن يؤانسَها ويلاطفَها: قال تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 2/228]. قال ابن عباس رضي الله عنهما: «إنِّي لَأَتَزَيَّنُ لِامْرَأَتِي كَمَا تَتَزَيَّنُ لِي». ص 139

سؤال أهل العلم والتقوى

  • فأنصح كل شابٍّ قَرُب موعد عرسه أن يذهب إلى رجلٍ من أهل العلم والصلاح، فيسأله عمَّا يتعلق بليلة العرس، وكذلك الفتاة تسأل امرأة عليها سِمَة التقوى والصلاح …كما يُنصح بقراءة أحد الكتب الآتية: (الحياة الزوجية من منظار الشريعة الإسلامية): للدكتور محمد شريف الصواف. (تعامل النبي في الحياة الزوجية): لأديب الكمداني. (تحفة العروس): لمحمود مهدي الإستنبولي. ص 140-141

كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زوجاً يحبُّ زوجته، ويخبرها بذلك

  • كان رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زوجاً يحب زوجته، ويخبرها بذلك، والنساء بطبعهن يحببن الكلام الجميل من أزواجهن، فإذا أراد الزوج أن يخطب ودَّ زوجته فليعمل عمل رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ص 146

كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يلاطف زوجاته

روى الحاكم عن موسى بن طلحة بن عبيد في قصة زواج أم أبان بنت عتبة بن ربيعة رضي الله عنها أنه خطَبَها طلحة رضي الله عنه فقالت: «زَوْجِي حَقًّا، قَالُوا: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَتْ: إِنِّي عَارِفَةٌ بِخَلَائِقِهِ إِنْ دَخَلَ دَخَلَ ضَاحِكًا، وَإِنْ خَرَجَ خَرَجَ بَسَّامًا، إِنْ سَأَلْتُ أَعْطَى، وَإِنْ سَكَتُّ ابْتَدَأَ، وَإِنْ عَمِلْتُ شَكَرَ، وَإِنْ أَذْنَبْتُ غَفَرَ». ص 146

  • فها هو ذا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمازح زوجته ويلاعبها ويباسطها، والحياة بسيطةٌ جداً، ويستطيع الرجل أن يبني سعادة كبيرة في بيته بكلمة لطيفة، أو بموقف محبَّب، أو بمباسطة معيَّنة يريح بها أهل بيته. ثم من الأهمية بمكان أن يفرِّق الرجال بين أعمالهم وألقابهم خارج البيت، وأعمالهم وألقابهم داخله، فمن الممكن أن يكون الرجل خارج البيت طبيباً، ولكنه داخل البيت زوجٌ، ومن الممكن أن يكون خارج البيت مديراً عاماً، أو ضابطاً، ولكنه داخل البيت زوجٌ، فإذا حَمَل عمَلَه ولَقَبَه المهنيّ إلى داخل البيت فقد أفسَدَ داخل البيت؛ إذ الزوجة تحتاج إلى ممازحة ومباسطة وملاطفة. ص 147

كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زوجاً يحترِم زوجاته

  • فاستشارةُ الزوج زوجته احترامٌ لرأيها وعقلِها، وتبقى الزوجة تحبُّ الزوج الذي يحترِمها. ص 151

كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زوجاً يتجمَّل لزوجاته

  • قال عمر رضي الله عنه: (تَصَنّعُوا للنساء فإنهنّ يحبِبْنَ منكم ما تحبون منهنّ). فكلُّ زوجٍ يتجمَّل لأهل بيته ينادي بهم لاستمرار المودة والألفة، ومن تقبّح معهم فوجد بُغضة ونفوراً فلا يلومنَّ إلا نفسَه. ص 152-153

كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زوجاً يعلِّم زوجاته

  • ومِن جملة مسؤوليات الرجل عن زوجته مسؤوليته عن تعليمها، فإما أن يعلِّمها هو، أو أن يأذَنَ لها في أن تلحَقَ مجالس العلم ومعاهدَه. ص 153

الطاعة في المعروف

  • عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ». جعلَ الله تعالى دخول المرأة الجنة منوطاً بطاعتها لزوجها مع صلاتها وصيامها وعِفَّتها، هكذا أَمَر الله وأَحَبّ، فإن كانت مؤمنةً صالحة تحبُّ الله وتحبُّ سيدنا محمداً فهذا هو الطريق الذي أراده الله ورسوله لها. ص 161

  • ويقع على عاتق الآباء والمربين تعليم الفتيات طاعة أزواجهنّ، فعلى الأب أن يدرِّب ابنته على طاعة زوجها كما يدرِّب ابنه على طاعة معلِّمه. ص 162

  • وإذا أطاعت الزوجة زوجها مَلَكَت قلبَه وعقله وجوارحه، فسَعِدَت وأسعَدَت، أما إذا أرادت أن تنافسه في إدارة البيت فقد فسَدَت وأفسَدَت. ص 166

الأمانة

  • قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إذَا حَدَّثَ رَجُلٌ رَجُلًا بِحَدِيثٍ ثُمَّ الْتَفَتَ فَهُوَ أَمَانَةٌ». وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمَجَالِسُ بِالْأَمَانَةِ». فما المبرِّر أن تُخبِر بنتٌ أمَّها بحال زوجها المادي؟! هذا سرٌّ!! وما المبرِّر أن تُخبِر زوجةٌ جارتها بما يفعل زوجُها داخل البيت؟! هذا سرٌّ!! ثم لا يجوز شرعاً أن تُفشي المرأة أسرار زوجها التي لا يَرغَب بإطْلاع الناس عليها. ص 167

  • وكذلك الزوجة مؤتمنةٌ على مال الزوج: قال العلماء: (يحرُم على المرأة أن تتصدَّق من مال زوجها إلا بإذنه). هذا حال الصَّدقة، فكيف بمن ترمي شيئاً من مال زوجها الذي يكدّ ويجهَد للحصول عليه في سلاَّت القمامة. ص 168

طَلَبُ رِضا الزوج

  • تحصيل رضا الزوج ليس أمراً مستحيلاً، لأن من اختار زوجته من بين مئات النساء، ورضي أن يعيش معها باقي عمره، أمكن تحصيل رضاه. وأي غضاضة تلحق بامرأة إذا هي طلبت رضا زوجها بقولها وفعلها، وأدخلت السرور عليه؟!! فعن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قالت: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ مَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَنْهَا رَاضٍ دَخَلَتِ الْجَنَّةَ». ص 170

تقوى الله نور المؤمن

  • إذا أصلحتَ ما بينكَ وبين الله أصلحَ الله ما بينك وبين الناس، ومَن أصلح جوَّانيه أصلح الله له برَّانيه. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ أَعْطَى الْمُؤْمِنَ الْأُلْفَةَ وَالْمَلَاحَةَ وَالْمَحَبَّةَ فِي صُدُورِ الصَّالِحِينَ وَالْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ» ثُمَّ تَلَا {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا}. ص 177

لا يحب الرجل من الزوجات ثمانٍ

  • قيل: الرجل لا يحب من الزوجات ثمانٍ: المسيطرة - الكذوب - الشرسة - الانعزالية - السلبية [التي] لا تهتم بفرحه ولا بتَرَحه ولا بهمومه - العنيدة التي لا تفعل إلا ما تريد - الروتينية: التي لا تغيِّر شيئاً في شكلها، ولا في بيتها، ولا في طعامها، ولا في برنامجها مع زوجها - النَّكِدة، فابتسمي - أيتها الزوجة - لزوجك عندما يأتي إلى البيت، فهو يحب أن يراك مبتسمة، ولا يحب أن تكوني نَكِدة عاقدة الحاجبين. فالرجل الذي يتعب خارج البيت، وتضايقه هموم العمل، يزداد همه وضيقه وكربه إن عاد إلى بيته فشاهد زوجة عابسة، ويشعُر بأن زوجته تزيد همه ولا تنقصه. ص 179

لا تحب المرأة من الأزواج ثمانية

  • قيل: لا تحب المرأة من الأزواج ثمانية: البخيل - الجبان - الوسخ - الغادر - الفاجر - الساذج - الخفيف - الذي لا يغار عليها - الفظّ الغليظ. ص 180

الابتسامة

  • يُذكَر أن رجلاً كان كثير الابتسام، كثير السلام على مَن حوله، فقيل له: نراك كثير الابتسام! فقال: (كَفُّ عداوة بأرخص مؤونة، وكَسْبُ مودَّة بأيسر مبذول). قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تحقِرنَّ من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طَلْق». ص 180

حسن الاستماع للزوجة

  • إذا كلَّمَتكَ زوجتكَ فانصرف إلى حديثها، وتوجه إليها بوجهك وقلبك. ص 184

إعلان الحب

  • أعلِن -أيها الزوج- عن حبِّك لزوجتك، وأعلني -أيتها الزوجة- عن حبك لزوجك، وإذا كان الشرع يدعو المسلم إلى إعلام الآخرين بمحبته كما جاء في حديث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إذا أحبَّ أحدُكم أخاه فليُعلِمه»، فمن باب أولى إعلام كلٍّ من الزوجين الآخر بمحبته وتقديره. ص 187

ماذا يريد الزوج من زوجته؟

  • أول ما يريده الزوج [من زوجته]: الاهتمام بالبيت، وثاني ما يريده: العاطفة وإظهار المشاعر، وثالث ما يريده: الاحترام المتبادل، أما آخر ما يريده: فهو المال. ص 198

ماذا تريد الزوجة من زوجها

  • أول ما تريده الزوجة [من زوجها] تحمّل المسؤولية، وثاني ما تريده الشعور بالأمن، وثالث ما تريده الاحترام المتبادل، وأما آخر ما تريده فهو توفير الطعام. ص 206

القاعدة الأولى في حل المشكلات الزوجية

  • أصلح ما بينك وبين الله يصلح الله ما بينك وبين زوجك. ص 209

7 أمور يجب تجنبها في المشاكل الزوجية

  • في حال حدوث مشكلة لا تلجأ إلى سبعة أمور: 1- الهجر وترك البيت. 2- إدخال الأبناء في الخلاف. 3- السِّحر والشعوذة. 4-طلب الطلاق. 5- الدُّعاء بالهلاك. 6- التهديد بالزوجة الثانية. 7- الضرب والسَّبُّ واللَّعن. ص 214

الهجر وترك البيت

  • لا يستقيم ترك الزوج البيت، أو إخراج الزوجة منه، بل المرجو من الأزواج كلهم المحافظة على أسرار البيت داخله، وعدم إخراجها أو الخروج بها بعيداً عن بيت الزوجية. ثم اعلم أن حل المشكلة الواقعة بين اثنين -زوج وزوجة- أسهل  بكثير من حلها إذا انتشرت بين العائلتين، وشارك فيها أطراف أُخَر. وكم مرة تَخاصَم زوجان ثم أرادا الصلح؛ لكن طرفاً ثالثاً -كأمِّ الزوج أو أبيه، أو أمِّ الزوجة أو أبيها- منعه. والسبب أنهما أخرجا خلافهما أو خرجا به بعيداً عن بيتهما. ص 215

رجولة الرجل وبطولة المرأة

  • رجولة الرجل في تمسكه بحياته الزوجية، ومحافظته عليها، مع تصحيح الأخطاء فيها، أما لفظ الطلاق فيتقنه الأطفال كما يتقنه الرجال. وبطولة المرأة في لزومها زوجها وأولادها، ومحافظتها عليهم، مع تصحيح الأخطاء، أما طلب الطلاق فهو ديدن المتسرعات الطائشات. ص 218

إكرام المرأة

  • وفي الحديث: «ما أكرمَ النِّساءَ إلَّا كريمٌ وما أهانَهنَّ إلَّا لئيمٌ». ص 220. حديث موضوع، انظر الدرر السنية. والصحيح البديل هو ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ وَالْيَومِ الآخِرِ، فَإِذَا شَهِدَ أَمْرًا فَلْيَتَكَلَّمْ بخَيْرٍ، أَوْ لِيَسْكُتْ، وَاسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ، فإنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أَعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، إنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، اسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ خَيْرًا) مسلم 1468.

واجه المشكلة بجلسة نقاش

  • إذا كان هناك مشكلة بين الزوجين فلا بد أن تواجَه بجلسة نقاش بينهما، ولكن بشروط: على انفراد - بعيداً عن الغضب - لا تذكر الخلافات الماضية - دَع زوجتك تتكلم، ودعي زوجك يتكلم. ص 221-226

نقاط في ميزانية الأسرة

  • ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى الاعتناء بميزانية الأسرة؛ ذلك لأن الدخل الشهري لمعظم شباب اليوم دخلٌ متوسط أو أقل، وهذا يعني أن الشاب لا بد أن يُحسِن إنفاق هذا الدخل حتى لا يحتاج إلى مد يده لأحد من الناس، وأن الفتاة بحاجة إلى جهد مضاعف لتحسن تدبير المال، وما أحوج شباب اليوم إلى زوجات مُدَبِّرات، نَشَأن في بيوتٍ تحسِن التدبير، فلا يكفي أن تحبه ويحبها، وأن تغمره بعاطفتها أو يغمرها بها، بل لا بد مع ذلك من حسن كسب المال وحسن إنفاقه. ص 232

  • وتخطئ الزوجة كثيراً عندما تقارن زوجها بأبيها من الناحية المادية، فعمر أبيها ستون سنة مثلاً، وما يملكه من المال -غالباً- يكون أكثر مما يملكه الزوج الذي لم يتجاوز الثلاثين من العمر، وما جمعه الأب من خبرات الحياة يفوق -غالباً- ما يحمله الزوج من هذه الخبرات. ص 232

  • وكذلك يخطئ الزوج كثيراً إذا قارن زوجته بأمِّه في تدبيرها المنزلي، فعمر الأم خمسون سنة مثلاً أو أكثر، وقد خَبِرَت الحياة، أما الزوجة فلا تبلغ نصف عُمر الأم غالباً، مما يعني أن خبرتها الحياتية لا تبلغ نصف خبرة الأم. ص 233

الزوج مأجورٌ على الإنفاق، والزوجان مأجوران على حسن التدبير

قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَلَسْتَ بِنَافِقٍ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ الله إِلاَّ آجَرَكَ الله بِهَا حَتَّى اللُّقْمَةَ تَجْعَلُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ»، فإن كنت مأجوراً على اللقمة تجعلها في فم امرأتك فما بالك بطعام سائر يومها؟! فالرجل مأجورٌ على نفقته، والمرأة مأجورةٌ على حسن التوفير والتدبير، مأجورة كلَّما حافَظَتْ على النعمة داخل البيت. ص 235

المحافظة على قليل النعمة كما نحافظ على كثيرها

  • عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ، فرأى كسرة خبز مُلقاة، فمشى إليها، فمَسَحَها، وقال: «يا عائشة، أحسني جوار نِعَمِ الله، فإنها قلَّما نَفَرَت عن أهل بيت فكادَت أن ترجِعَ إليهم». ص 237

التنفير من الاستدانة

  • ويلحق بالدين الشراء بالتقسيط، وإياك أن تخضع للدعايات المتكررة التي تدعو إلى استبدال أثاث جديد للمنزل بأثاثه القديم تقسيطاً، بل قل ما قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا أشتري شيئاً ليس عندي ثمنه» [حديث ضعيف]، وهذه قاعدة اقتصادية مهمة جداً. ص 241

المحافظة على الأصول الثابتة

فالأصول الثابتة لا تباع للتجارة، إلا أن توضع في أصول ثابتة مثلها أو خير منها. قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يُبارَك في ثمن أرض ولا دار لا يُجعَلُ في أرضٍ ولا دار» [حديث ضعيف] ص 242

ترك التَّرف

  • تركُ الترف مبدأ لا بد من التزامه في الأسرة. ص 245

ثماني نصائح في التسوق

1- اكتب الأشياء التي تريد شراءها قبل الذهاب إلى السوق، ورتِّبها حسب الأهمية.
2- خصِّص مبلغاً معيَّناً للتسوق.
3- اختر وقتاً مناسباً للتسوق كوقت التخفيضات، ومكاناً مناسباً للتسوق كأسواق بيع الجملة.
4- لا تشترِ ما هو فوق الحاجة ولو كان زهيد الثمن.
5- لا تلتفت كثيراً إلى الإعلانات المغرية، بل عليك التركيز على ما كتبتَه في ورقتك
6- السوق ليس متَنَزَّهاً، ولا مكاناً للترفيه وتضييع الأوقات. [أَحَبُّ البِلَادِ إلى اللهِ مَسَاجِدُهَا، وَأَبْغَضُ البِلَادِ إلى اللهِ أَسْوَاقُهَا]
7 - لا تنسَ دعاء دخول السوق: «لا إِلهَ إِلا الله وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمْدُ، يُحيي ويُمِيتُ، وهوَ حيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الخيرُ، وهوَ على كلِّ شيءٍ قَديرٌ». «بِسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ السُّوقِ، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُصِيبَ فِيهَا يَمِينًا فَاجِرَةً، أَوْ صَفْقَةً خَاسِرَةً».
8- لا تذهب إلى السوق وأنت جائع. ص 245-246

أحاديث نبوية وآثارٍ اقتصادية تعلِّمنا التعامل مع المال

  • قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا عَالَ مَنِ اقْتَصَدَ». عالَ: افتقر، أي: لا يفتقر من اقتصد وأحسن إنفاق المال والتصرف به.
  • قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن الهديَ الصالح، والسَّمتَ الصالح، والاقتصاد، جزءٌ من خمسة وعشرين جزءاً من النبوّة». الهديُ الصالح والسَّمت الصالح: السيرة الحسنة، والخلق الحسن.
  • قال سيدنا أبو بكر رضي الله عنه: «إني لأُبغِض أهلَ بيتٍ ينفقون رزق أيامٍ في يومٍ واحد».
  • قال سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لابنه: «يَا بُنَيَّ، كُلْ فِي نِصْفِ بَطْنِكَ، وَلَا تَطْرَحْ ثَوْبًا حَتَّى تَسْتَخْلِقَهُ، وَلَا تَكُنْ مِنْ قَوْمٍ يَجْعَلُونَ مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ فِي بطونهم وعلى ظهورهم»، أي: ينفقون جميع دَخْلِهم على المطعم والملبس. ص 246-247

الأصل في الزواج عدم الطلاق

  • فلتجتهد أن تصبر، وأن تتحمَّل، وأن تلغي خيار الطلاق من حياتك، وأن تبحث في حلولٍ أخرى. فالأصل في الزواج عدم الطلاق، ويبقى الطلاق تشريعاً استثنائياً، وحَلاًّ لحالات خاصة جداً، فليس هو انتقاماً، ولا تشفيّاً، ولا إظهاراً للرجولة، ولا هروباً من مواجهة المسؤولية. ص 255

خلاصة مكثفة

  • إذا كان شرع الله حاكماً بينك وبين زوجك تولى الله التوفيق بينكما، وإذا رُفِعَ شرعُ الله من البيت تولى الشيطان التفريق بينكما … أما إذا رُفع شرع الله من البيت فإن القانون الإلهي يقول: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]. ص 273-274

وصية أم زوجة الحارث بن عمرو لابنتها

  • كان الحارث بن عمرو ملكاً لكندة، خطب إلى عوف بن مُحَلِّم الشيباني ابنتَه، فلما كان يوم بنائه بها وأرادوا أن يحمِلوها له قالت لها أمها: «أَيْ بُنَيَّة: إِنَّ الوَصِيَّة لَوْ تُرِكَتْ لِفَضْلِ أَدَبٍ؛ تُرِكَتْ لِذَلِكَ مِنْكِ، وَلكِنَّهَا تَذْكِرَةٌ لِلغَافِل، وَزَادٌ لِلْعَاقِل، وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً اسْتَغنَتْ عَنِ الزَّوْجِ لِغِنى أَبَوَيْهَا، وَشِدَّةِ حَاجَتِهِمَا إِلَيْهَا؛ كنْتِ أَغْنى النَّاسِ عَنه، وَلَكِنَّ النِّسَاءَ لِلرِّجَالِ خُلِقْن، وَلَهُنَّ خُلِقَ الرِّجَال. أَيْ بُنَيَّة؛ إِنَّكِ فَارَقْتِ الجَوَّ الَّذِي مِنهُ خَرَجْتِ، وَتَرَكْتِ العُشَّ الَّذِي فِيهِ دَرَجْتِ؛ إِلى وَكْرٍ لَمْ تَعْرِفِيه، وَقَرِينٍ لَمْ تَأْلَفِيه؛ فَكُوني لَهُ أَمَةً يَكُنْ لَك عَبْدَاً. أَيْ بُنَيَّة؛ احْفَظِي عَنيِّ عَشْرَ خِصَالٍ تَكُنْ لَكِ ذُخْرَاً: الصُّحْبَةُ بِالْقَنَاعَة، وَحُسْنُ السَّمْعِ لَهُ وَالطَّاعَة، وَالتَعَهُّدُ لِمَوْقِعِ عَيْنِه، وَالتَّفَقُّدِ لمَوْضِعِ أَنْفِه، فَلاَ تَقَعْ عَيْنُهُ مِنْكِ عَلَى قَبِيح، وَلاَ يَشُمَّ مِنْكِ إِلاَّ أَطْيَبَ رِيح، وَالكُحْلُ أَحْسَنُ الحُسْن، وَالمَاءُ أَطْيَبُ الطِّيبِ المَفْقُود، وَالتَّعَهُّدُ لِوَقْتِ طَعَامِه، وَالهُدُوءُ عِنْدَ مَنَامِه؛ فَإِنَّ حَرَارَةَ الجُوعِ مَلْهَبَة، وَتَنغِيصُ النَّوْمِ مَغْضَبَة، وَالحِفَاظُ عَلَى بَيْتِهِ وَمَالِه، وَالرِّعَايَةُ لَهُ وَعِيَالِه؛ فَإِنَّ الحِفَاظَ عَلَى المَالِ حُسْنُ تَقْدِير، وَرِعَايَةُ الْعِيَالِ حُسْنُ تَدْبِير، وَلاَ تُفْشِي لَهُ سِرَّا، وَلاَ تَعْصِي لَهُ أَمْرَا؛ فَإِنَّكِ إِن أَفْشَيْتِ سِرَّه؛ لَمْ تَأْمَني غَدْرَه، وَإِن عَصَيْتِ أَمْرَه؛ أَوْغَرْتِ صَدْرَه، ثُم اتَّقِي بَعْدَ ذَلِكَ الفَرَحَ بَيْنَ يَدَيْهِ إِنْ كَانَ تَرِحَاً، وَالاَكْتِئَابَ عِنْدَهُ إِنْ كَانَ فَرِحَاً؛ فَإِنَّ الأُولى مِنَ التَقْصِير، وَالثَّانِيَةُ مِنَ التَّكدِير، وَكُوني أَشَدَّ مَا تَكُونِينَ لَهُ إِعْظَامَا؛ يَكُن أَشَدَّ مَا يَكُونُ لَكِ إِكْرَامَا، وَاعْلَمِي أَنَّكِ لَنْ تَصِلِي إِلى مَا تحِبِّيَن؛ حَتىَّ تُؤثِرِي رِضَاهُ عَلَى رِضَاكِ، وَهَوَاهُ عَلَى هَوَاك والله يَخِير لك». ص 275-276

Last update : August 31, 2023
Created : August 31, 2022

Comments

Comments