هذه رسالات القرآن

المؤلف:: فريد الأنصاري
الناشر:: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
سنة النشر:: 2010-01-01
الصفحات:: 108
الغلاف:: https://i.gr-assets.com/images/S/compressed.photo.goodreads.com/books/1479155743l/11402135.jpg
الصيغة:: PDF
الرابط:: https://www.goodreads.com/book/show/11402135
ISBN:: 9789773429508
الحالة:: كتاب/مكتمل
التسميات::
الغرض:: الدين
المعرفة:: القرآن وعلومه,
التدريب:: ,
المؤثر:: ,
تاريخ القراءة:: 2022-03-31
معالج:: 1
تقييم الفائدة المستقبلية::

فيا شباب الأمة وأشبالها! هذا كتابُ الله ينادي!… وهذه أمتكم تستغيث!.. فمن ذا يبادرُ لحمل الرسالة إلى جموع التائهين والمحتارين هنا وهناك؟.. من يفتحُ صدره لنور القرآن، فيقدح به أشواقَ العلم بالله والمعرفة به؟ عساه ينالُ شرفَ الخـدمة في صفوف الإغـاثة القـرآنيـة، والإنقـاذ لملايـين الغرقى في مستنقعات الشهوات والشبهات… مَن عَبْدٌ - حَقَّ عَبْدٍ لله - يجعل حياتَه وقفًا على دينه، يتلقَّى كلماته، ويُبَلِّغُ رسالاتِه؛ ليتحقق بولايته، فيفتح له، وعلى يديه!؟


  • أما الاشتغال بالقرآن وفي القرآن، فهو: عملٌ يتخذ كتابَ الله أساسَ مشروعه، وصُلْبَ عَمَلِهِ ومنهاجِه، تلاوةً وتزكيةً وتَعَلُّمًا وتعليمًا! إنه دخولٌ في مسلك القرآن، تَلَقِّيًا لآياته، وخضوعًا لحركته التربوية في النفس، ومكابدةً لحقائقه الإيمانية، واستيعابا لأحكامه وحِكَمِهِ، في طريق حمل النفس على التحقق بمنازلها والتخلق بأخلاقها! إنَّ السير العملي في ميدان الدعوة والتربية على هذا المنهاج هو عين الالتزام بمنهاج النبوة في إصلاح النفس والمجتمع. إنه تمثلٌ حقيقي بحياة الصحابة الكرام، واتباعٌ للطريقة العلمية الحقة في تجديد الدين، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي. ص 12-13

  • إنَّ حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب مُهم جدًّا، لكنه لا يمثل بمفرده حقيقة ما نحن فيه! رغم أن تعميم الحفظ والاستظهار لكتاب الله، أو لبعضه، من أهم خطوات السير فيه! إن الحفظ المطلوب في هذا المنهاج إنما هو الحفظ الذي مارسه أصحاب رسول الله ﷺ؛ حيث كانوا يتلقّون خمس آيات أو عشرًا، فيدخلون في مكابدة حقائقها الإيمانية ما شاء الله، فلا ينتقلون إلى غيرها إلا بعد نجاحهم في ابتلاءاتها! ومن ثم يصيرُ حفظ القرآن بهذا المسلك مشروعَ حياة! وليس مجرد هدف لِسَنَةٍ أو سنتين، أو لبضع سنوات! ص 14

  • وما كان لكلام الحي الذي لا يموت أن يبلى أو يموت! ولكن الذي يموت هو شعورنا نحن! والذي يبلى هو إيماننا نحن! أما الوحي فهو عين الحياة! وحقيقة الوحي هي أول صفة يجب أن نتلقى بها القرآن الكريم، وهي أهم جوهر يجب أن ننظر من خلاله إلى كلماته؛ بما هي كلمات الله رب العالمين! ذلك أن كلام الله لا يتنزل على الرسل إلا وحيًا.. قال تعالى: «وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ» [الشورى: 51]. ص 41

  • وإنما مشكلة أجيالنا المعاصرة أنها أضاعت بَدَهِيَّاتِها! حتى صرنا في حاجة إلى إعادة تقرير معنى «الدين» نفسه! ص 46

  • ذلك القرآن الوحي، الذي يصل قارئَه وَحْيًا يملأ السماء مباشرةً.. من أول كلمة يقرؤها! فإذا به يُطل على عالم الشهادة من شرفات عالم الغيب! بصائر قرآنية واضحة ومشاهدات، لا يضام في حقائقها شيئًا! بصائر ومشاهدات لا تلبيس فيها ولا تدليس، ولا خرافة ولا تخرصات! وإنما هو نور الفرقان! قال: «قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ» [الأنعام: 104]، وقال سبحانه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ» [الأنفال: 29]. ص 55

  • إنه لا بد قبل أي خطوة -في طريق الدين والدعوة- من تمحيص هذا المعنى العظيم [اﻹخلاص] في القلب! لا بد من تحقيق دقيق مع الذات، ومحاسبة للنفس صارمة! لا بد من استبطان السؤال: لماذا أفعل ما أفعل؟ ولمن؟ ص 99-100

  • وتسألني يا صاح: كيف السبيل إلى التحقق بالإخلاص؟.. وليس لي إلَّا أن أجيبكَ بكلمتين: الإخلاص قَرَارٌ ومُكَابَدَةٌ! أو قل: عزيمةٌ ومجاهدةٌ! وإنما هذا قَبَسٌ ساطعٌ من نور القرآن، إنه من تجليات قوله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» [البقرة: 218]. فكما ترى هذه مراتب ثلاث: الإيمان، والهجرة، والجهاد. فالإيمان أساسٌ لا يصح عمل بدونه. لكن الإيمان لا يرتقي إلى مقام الإخلاص، والولاء الكامل لله إلا بالهجرة؛ فالهجرة هي القضية! وهي التي تحتاج إلى ذلك القرار وإلى تلك العزيمة! نعم! إن الهجرة الحسية باعتبارها ضربًا في الأرض واغترابًا، لا يمكن أن تقع إلا بعد تفكير وتقدير، وطول تدبير! وذلك معنى العزم أو القَرار. وكذلك هجرة الروح إلى منزلة الإخلاص لا بد فيها من قرار مكين متين، تتخذه النفس في خاصة أمرها، وتوثق عليه عهدها مع الله! وإلا فإن كبار القضايا لا تُنال بالتمني! حتى إذا انطلقت النفس في تصفية بواطنها، وتخليص رغائبها ومقاصدها، فوَحَّدَتْ قِبْلَتَهَا قَصْدًا واحدًا، لا تخالطه الأغيار ولا تكدره الأكدار، فكان الله ﷻ وحده هو مرادها، لا ترى لها مقصودا سواه، ولا تأذن للسانها بأي كلمة أو خطوة في الدين والدعوة إلا إذا كانت خالصة لله؛ فإنها حينئذ تصبح في حاجة شديدة إلى الجهاد..! جهاد تقاتل فيه غارات الشيطان المتغيظ من اعتصامها بإخلاصها العظيم! ولا يجد الشيطان راحته حتى يكون له من عمل ابن آدم حَظٌّ ونصيب! لكن المجاهد منصور بإذن الله! «وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ» [الصافات: 173]. ولا يزال عبد الله المخلص في مجاهدة خواطر التحريف والتضليل في نفسه حتى يلقى الله؛ وبذلك يتلقى المؤمن الخالص فرقان السير إلى الله، في دينه ودعوته، ويُرْزَق بوصلة الاتجاه! «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ» [الأنفال: 29]. تلك إذن هي طريق الإخلاص، وذلك هو مسلكه الفريد. قرارٌ ومجاهدة، فاتخذ يا صاحِ قرارك، وجهز سلاحك، والله معك! ص 104-106


Last update : August 31, 2023
Created : August 10, 2023

Comments

Comments